تستعد مدينة إسطنبول التركية لاحتضان مؤتمر جديد لمعارضي النظام السوري، بعد إعلان اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير أن ناشطي و«مجموعات عمل الثورة» في سوريا سيعقدون اليوم أول اجتماع لهم لتدريبهم وتطوير مجالات التنسيق بينهم. وأوضحت رئيسة اللجنة بهية مارديني لـ«وكالة فرانس برس» أن الملتقى الذي ستستمر أعماله حتى 30 تموز، «يهدف إلى تطوير مجالات التنسيق بين نشطاء ومجموعات عمل الثورة وزيادة التعارف والتعاون بينهم»، مشيرةً إلى أن «الملتقى يحتوي على دورات تدريبية في خمسة مجالات مختلفة تتبعها ورشات عمل متخصصة يمكن الناشط أن يختار المشاركة في إحداها، وتشمل المجال الإعلامي والمجال السياسي والاستراتيجي والمجال الحقوقي والمجال الإغاثي ومجال التنسيق مع الداخل، إضافة إلى الدعم اللوجستي».
في هذه الأثناء، استمر الجدل بشأن مشروع قانون الأحزاب الذي أعلنت الحكومة السورية قبل أيام الموافقة عليه. وانتقد كل من المعارضين الطيب تيزيني وميشال كيلو مشروع القانون، بالتزامن مع نفيهما تقارير إعلامية تحدثت عن لقاءات مباشرة مع نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع.
وقال تيزيني، في حديث لصحيفة «الرأي العام» الكويتية نشر أمس، إن «هذا القانون الذي صدر أتى من دون تحقيق الشروط الأساسية، أي من دون تحقيق وجود لجنة سياسية قانونية تضع مثل هذا الأمر بعد التشاور في شأنه وحوله وحول شروطه ومن هم الذين سيكونون منضوين تحت لوائه».
من جهته، رأى كيلو أن «إقرار مشروع قانون الأحزاب لا يؤدي إلى إقرار التعددية السياسية، ولا يمهّد لتأسيس أحزاب بالمعنى الدقيق، وما حدث عبارة عن عملية تنظيم للأحزاب ترعاها الدولة، لا المنتسبون إليها». وأشار إلى وجود «ألغام في مشروع إقرار قانون الأحزاب»، مضيفاً: «لا أعلم كيف يمكن الحديث عن أحزاب بالمعنى الديموقراطي وسط رقابة وزارة الداخلية واللجنة التي ستشرف على الأحزاب الجديدة. هذه ليست أحزاباً، بل عبارة عن جمعيات تابعة للسلطة؛ لأن هناك من يريد المحافظة على النظام بشكله الراهن، أي نظام الحزب الواحد». وتابع: «الذين يريدون الإصلاح لا يمثّلون 10 في المئة داخل النظام، و 90 في المئة هم ضد العملية الإصلاحية، وهؤلاء موجودون في المنظومة الأمنية والحزبية والمنظمات الشعبية».
وفي ما يتعلق بالتقارير الإعلامية التي تحدثت عن لقاءات جمعت نائب الرئيس فاروق الشرع بكل من تيزيني وكيلو، قال تيزيني: «للأسف، بعدما التقيت الأستاذ النائب في سياق أعمال اللقاء التشاوري، لم ألتقه لاحقاً إلا بصورة متوسطة، يعني لم يكن لقاءً مباشراً ومخصصاً لمناقشة مجموعة من المسائل، مع الإشارة إلى أن مواعيد أخرى قد تكون الآن جاهزة لتؤسس لمثل هذه اللقاءات، وبالتالي ما نشرته صحيفة الوطن ليس دقيقاً كثيراً، بل هناك شيء من هذا القبيل، لكنه ظل طرفاً لم يوضع في سياق المسألة كلها».
أما كيلو، فأكد أنه «لم يحدث لقاء مع نائب الرئيس فاروق الشرع، مع العلم بأنني لست من حيث المبدأ ضد الحوار واللقاءات التي يمكن أن تمهد لحل سياسي يوقف العنف ضد الشعب».
ميدانياً، أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة أشخاص قتلوا، بينهم امراة، برصاص الأمن السوري أول من أمس لدى مرورهم على حواجز تفتيش في مدن سورية عدة.
من جهةٍ ثانية، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «تظاهرة نسائية خرجت الاثنين في الزبداني (ريف دمشق)» رداً على حملات الاعتقال التي تقوم بها السلطات الأمنية، مشيراً إلى أن «تلاسناً حدث بين قوات من الجيش وأخرى من الأمن بعد انتهاء التظاهرة، تلاه إطلاق رصاص كثيف جداً استمر لمدة ربع ساعة»، من دون أن يتحدث عن إصابات.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أن «تعزيزات أمنية وعسكرية شملت مدرعات وناقلات جنود مدججين بالسلاح ويرتدون لباسهم الميداني بالكامل شوهدت وهي تتجه نحو الزبداني والمعضمية في ريف دمشق». كذلك تحدث المرصد عن تظاهرات ليلية في عدد من المدن السورية كانت أضخمها في مدينة حماه وشارك فيها عشرات الآلاف. وأشار إلى تظاهرات في حمص ودير الزور وإدلب وريفها واللاذقية، فيما حذّر من تدهور الوضع الصحي للمعارض السوري نظير الصيفي المعتقل لدى أحد الأجهزة الأمنية في دمشق منذ السادس عشر من تموز الحالي.
من جهته، أدان رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي في بيان مواصلة السلطات السورية «الاعتقالات التعسفية وملاحقة السياسيين والناشطين السياسيين»، مشيراً إلى أن سوريا «أصبحت سجناً كبيراً».
على المقلب الآخر، نقل التلفزيون السوري رواية «عدد من جرحى قوات الجيش عن نماذج من الأعمال الإجرامية التي تواصل المجموعات الإرهابية المسلحة ارتكابها بحق المواطنين وقوات الجيش في مدينة حمص». وقال أحد جرحى عناصر الجيش: «كلفنا مهمة في منطقة بابا عمرو واستقللنا السيارة باتجاه المنطقة المحددة، لكن بعد أن تجاوزنا مصفاة حمص ودخلنا إحدى المناطق المشجرة تعرضنا لإطلاق نار كثيف، حيث أصبت وزملائي الأربعة ولم نعرف مصدر إطلاق النار». من جهته، روى عمار درويش من مدينة حمص «تفاصيل خطفه من المجموعات الإرهابية المسلحة التي كانت له بالمرصاد وقامت بتعذيبه وضربه بشدة على مختلف أنحاء جسده».
أما المحامي عبد الكريم الصبح من فرع نقابة المحامين في حمص، فقد نفى ما أوردته وسائل إعلام عن تعرضه للاعتقال من السلطات، فيما نقل التلفزيون السوري صور تشييع أربعة من عناصر الجيش والأمن سقطوا في الأحداث التي شهدتها منطقة جسر الشغور.
من جهته، تحدث موقع «سيريا نيوز» عن «اعتداء مسلحين بعد منتصف ليل الاثنين ـــــ الثلاثاء على حاجز جيش عند محطة القطار قادمة من حي السكنتوري في اللاذقية، مشيراً إلى أن «اشتباكاً استمر لساعتين عند محطة القطار بعد اعتداء من مجموعات مسلحة على حاجز للجيش قادمة من حي السكنتوري لم يعرف عنه أي تفاصيل بعدما قامت قوات الأمن والجيش بتطويقه ومنع أي أحد من الدخول».
(أ ف ب، يو بي آي)





الحكومة السوريّة تقرّ مشروع قانون الانتخابات العامّة

أقرت الحكومة السورية مشروع قانون الانتخابات العامة الهادف الى تنظيم عملية الانتخابات العامة التشريعية والمحلية وضمان سلامتها، وذلك ضمن برنامج الاصلاحات الذي أعلن عنه. وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) أن «مجلس الوزراء أقر الصيغة النهائية لمشروع قانون الانتخابات العامة.. واستكمالاً لإنجاز حزمة التشريعات التي تترجم برنامج الإصلاح السياسي».
(أ ف ب)

واشنطن تتهم الأمن السوري بـ«الوحشية»

استعادت الولايات المتحدة لغتها المتشددة تجاه النظام السوري، متهمةً أجهزة الأمن السورية بـ«الوحشية»، ومكررةً التأكيد أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته. وبعدما تحدثت عن مقتل الفتى طلحت دلال، الذي قضى بحسب منظمات حقوق الإنسان، متأثراً بجروح أصيب بها السبت الماضي، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند، في بيان، إن «موقف قوات الأمن السورية، لأشخاص قتلوا بطريقة وحشية وتوقيف شبان وفتيان على صعيد واسع وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان الأساسية هو موقف ذميم».
(أ ف ب، رويترز)

بيريز: على الأسد أن يرحل

دخل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز على خط الأزمة السورية، مشيراً إلى أن على الرئيس بشار الأسد أن يرحل عن الحكم. وقال، في مؤتمر صحافي عقد في مقر الرئاسة في القدس المحتلة وخُصِّص لوسائل الإعلام العربية لمناسبة اقتراب حلول شهر رمضان «لقد قتل ما يقارب ألفي مواطن أعزل، وزج بعشرات الآلاف في السجون، وأنا لا أراهن على حكم الأسد، فهو لن يتغلب على الشعب». ورأى الرئيس الإسرائيلي أن الشعوب العربية ستنتصر على حكامها «وعندها سيكون صنع السلام معها سهلاً جداً، وسنجري عملية سلام مع السوريين». وبعدما أكد «أنه عندما يحل السلام مع الشعب الفلسطيني سنتوجه إلى سوريا ولبنان».
(أ ف ب، يو بي آي)