أعلن الجيش المغربي مقتل 78 شخصاً، أمس، في حادث تحطم طائرة نقل عسكرية قرب غلميم، جنوب المغرب، في أسوأ كارثة جوية تشهدها المملكة منذ زمن. وتحطمت الطائرة، وهي من طراز «هركوليز سي 130»، وسط أحوال جوية سيئة قرب غلميم في منطقة صحراوية وجبلية تبعد 830 كيلومتراً عن الرباط. وقالت القوات المسلحة المغربية في بيان لها إن الطائرة كانت تقل 81 شخصاً، بينهم 60 عسكرياً. وأضافت إن «هناك 78 قتيلاً وثلاثة جرحى في حال الخطر». وأوضح البيان أن «الطائرة كانت تقوم برحلة بين أغادير (جنوب) والعيون ـــــ الداخلة (الصحراء الغربية) وعلى متنها تسعة من أفراد الطاقم، و60 عسكرياً و12 مدنياً». من جهة ثانية، قال مصدر طبي إن «الناجين الثلاثة في حالة خطرة جداً، ونُقلوا جميعاً الى مستشفى غلميم». وأفادت المعلومات الأولية الصادرة عن الجيش أن «الطائرة اصطدمت بجبل سايرت على بعد نحو عشرة كيلومترات عن غلميم، المدينة التي يسمونها باب الصحراء».
هذا وأكد مصدر محلي أن الحادث «نجم خصوصاً عن الظروف الجوية السيئة»، وأن تحقيقاً فُتح في الحادث لتحديد أسبابه بدقة. وأوضح أن «الطائرة كانت تستعد للهبوط في المطار العسكري عندما رأينا دخاناً كثيفاً يتصاعد من الجبال قرب غلميم».
و«لوكهيد سي ـــــ130 هركوليز»، التي يعود تاريخ صنعها الى خمسينيات القرن الماضي، هي طائرة نقل عسكرية أميركية لا تزال تستخدم في مهمات متعددة في نحو خمسين بلداً. وأوضح مسؤول مغربي «أنها طائرة عسكرية تُستخدم لنقل الجند، وكذلك عائلاتهم، وتستخدم على نحو كبير في الصحراء».
وفور وقوع الكارثة، وجه الملك محمد السادس «رسالة تعزية الى أسر الضحايا بصفته القائد الأعلى للقوات الملكية المسلحة»، بحسب ما أكّد مصدر رسمي. وهذه أسوأ كارثة جوّية في المغرب منذ 1973، في حينها قُتل 105 أشخاص في تحطم طائرة تابعة للسلاح الجوّي الملكي قرب العاصمة الرباط.
وفي عام 1994، تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الملكية المغربية قرب مدينة أغادير في جنوب غرب البلاد، ولقي كل من كان على متنها وعددهم 44 شخصاً حتفهم.
وكانت أيضاً طائرة بمحركين من نوع «ديسيندر» تابعة للدرك المغربي قد فُقدت في كانون الأول 2001 في جنوب المغرب، وعلى متنها خمسة أشخاص على الأقل، وطياران اثنان.
(أ ف ب، رويترز)