في إطار المساعي للتشاور مع أطياف في المعارضة السورية، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أجرى لقاءات مع عدد من رموز المعارضة في البلاد، في إطار الإعداد لمؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في الشهر المقبل.ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بأنها معنية بالجهد السياسي القائم حالياً لحل الأزمة في سوريا قولها إن لقاءات الشرع حصلت مع «عدد من رموز المعارضة الفكرية، أبرزهم الكاتب ميشيل كيلو والباحث الاقتصادي عارف دليلة وكل من الزعيم الشيوعي قدري جميل والكاتب أنيس كنجو والمفكر طيب تيزيني، وغيرهم». وأضافت أن «شخصيات من المعارضة التي جمعها لقاء فندق سميراميس، الشهر الماضي، تنوي إقامة مؤتمر آخر في العاصمة يبحث «في طبيعة الدولة الديموقراطية المدنية وكيفية الانتقال السلمي الآمن إليها».
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، مارتن شيفر، أن ألمانيا أجرت اتصالات مع أعضاء في المعارضة السورية في برلين ودمشق، لافتاً إلى أن «مدير إدارة الشرق الأوسط في الخارجية الألمانية، بوريس روج، زار سوريا مرتين حيث التقى وزير الخارجية السوري (وليد المعلم) وممثلين عن المعارضة السورية في دمشق»، في الأسابيع الماضية. كذلك أشار شيفر إلى أن «ممثلين عن المعارضة السورية زاروا أيضاً برلين وأجروا محادثات في وزارة الخارجية الألمانية».
من جهتها، أعادت وزارة الخارجية الفرنسية تأكيد موقف وزير الخارجية آلان جوبيه المشدد على أهمية مواصلة سياسة العقوبات ضد مسؤولين سوريين. وأشار البيان إلى أن جوبيه الذي توجه إلى لندن «سيطرح أمام نظيره البريطاني ويليام هيغ أهمية الاستمرار في سياسة فرض عقوبات ضد أفراد وهيئات سورية مسؤولة عن القمع أو مرتبطة به في ظل استمرار الاحتجاجات وتدهور الحالة الاقتصادية».
ميدانياً، ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أن «أكثر من 300 محام اعتصموا داخل قاعة المحامين في القصر العدلي في دمشق»، للمطالبة بالإفراج عن المحامين المعتقلين ومعتقلي الرأي في السجون والمعتقلات السورية.
كذلك نقلت وكالة «فرانس برس» عن المرصد قوله إن قوات الأمن اعتقلت، أول من أمس، «تسعة موظفين من أهالي الحجر الأسود (ريف دمشق) وعدة عمال في صحنايا (ريف دمشق)»، مشيراً إلى أن «تظاهرة خرجت مساء أمس بحي الحجر الأسود في دمشق من جامع الرحمن باتجاه شارع الثورة تطالب بإسقاط النظام رداً على حملة الاعتقالات التي نفذتها الأجهزة الأمنية». وأضاف المرصد أن «الأجهزة الأمنية اعتقلت السبت نحو 26 شخصاً من حي جوبر في دمشق بينما كانوا عائدين من عزاء إلى بيوتهم»، فيما أشار رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا عمار القربي لوكالة «رويترز» إلى أن المحتجين يخططون لتنظيم تظاهرات أكبر بكثير في رمضان، لأن الناس يمضون وقتاً أطول خارج المنازل في رمضان خلال الليل، وهناك أناس أكثر يتوجهون إلى المساجد.
أما في حمص، فقد أوضح المرصد لوكالة «يونايتد برس انترناشونال» أن الاتصالات الأرضية والخلوية انقطعت أمس عن حي الخالدية والبياضة، مشيراً إلى أن الدبابات تنتشر بكثافة في كل أحياء المدينة الرئيسية التي خلت من المارة، فيما تحدث موقع «سيريا نيوز» عن أن وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار بدأ أول من أمس زيارة لمدينة حمص حيث ترأس اجتماعاً للجنة الأمنية في محافظة حمص لبحث الأوضاع التي تشهدها المدينة وتقويم الإجراءات التي اتّخذت لإعادة الأمن إلى المدينة وملاحقة المسلحين».
في هذه الأثناء، أفاد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، إحسان الشمري، «وكالة فرانس برس»، بأن «الدعم في العراق للحركة الاحتجاجية في سوريا يأتي من منطلق طائفي»، وذلك بعدما أعرب جهاديون عراقيون عن تأييدهم للاحتجاجات التي تشهدها سوريا، وانتقدوا إصدار الأمين العام للهيئة العليا للدعوة والإرشاد والفتوى لأهل السنّة والجماعة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي، في آذار الماضي، فتوى تتناول «حرمة الخروج إلى التظاهرات المناهضة للحكم في سوريا».
وأوضح الشمري أن «بعض الأطراف في سوريا كانت تغذي وتموّل الجماعات الجهادية في العراق، وما يحدث الآن نوع من ردّ الجميل»، مشيراً إلى أن «موضوع التسليح غير مستبعد أيضاً، ويمكن أن تعبر بعض الجماعات العراقية الحدود باتجاه سوريا، لكون المتظاهرين السوريين الذين يحملون السلاح يرتبطون بحركات إسلامية جهادية».
إلى ذلك، أوضحت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا انخفض إلى 8017 شخصاً.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)