تضاعفت حالة الجمود السياسي المسيطرة في اليمن، بعد تقاطع المعلومات عن فشل مساعي الوساطة التي قادها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر لدفع مختلف الأطراف اليمنية إلى الجلوس على طاولة الحوار لحل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أشهر، وإعلان المعارضة تمسكها بضرورة توقيع المبادرة الخليجية، أو نقل السلطة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل البدء بأي حوار.
وأكد رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، محمد سالم باسندوة، أمس، أن المعارضة اليمنية لا تعرف شيئاً «عن فكرة خارطة الطريق، وليس هناك شيء من هذا القبيل»، وذلك غداة حديث هادي عن أن الأطراف السياسيين في اليمن قد يتوصلون هذا الأسبوع إلى خارطة طريق لحل كافة المشاكل بعد سلسلة من اللقاءات التي عقدها مع أطراف في المعارضة، وموفدين دوليين وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية. كذلك أعاد التأكيد على أن أحزاب اللقاء المتشرك قررت «عدم الدخول في أي حوار حتى يجري توقيع المبادرة الخليجية، أو تُنقل السلطة الى نائب الرئيس».
وفي السياق، أشارت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» إلى أن لقاءات بعثة الأمم المتحدة التي بدأها بن عمر في العشرين من الشهر الجاري، وصلت الى طريق مسدود في ظل تبادل الشروط بين المعارضة والحزب الحاكم. ونقلت عن مصدر دبلوماسي يمني قوله إن المعارضة طرحت شرطاً أساسياً لبدء الحوار تمثل في نقل السلطات من الرئيس الى نائبه، فيما رفض المؤتمر الشعبي العام نقل السلطات قبل أو بعد الحوار، مشترطاً أن يجري ذلك عن طريق صناديق الانتخابات، إضافة الى شروط أخرى من الجانبين لم يكشف المصدر عنها. وانتقد نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المؤتمر الشعبي العام، عبد الحفيظ النهاري، شرط المعارضة، مشيراً إلى أنه «تعجيزي ومخالف الدستور، ويعد شرطاً انقلابياً». و في المقابل، دافع عن شروط الحزب الحاكم، لافتاً إلى أنها «شروط باتجاه حرصنا على نجاح الحوار، لا كشروط المشترك، التي تندرج في إطار إفشال الحوار».
من جهته، أكد أمين سر القيادة المركزية في حزب البعث اليمني، عبد الحافظ نعمان، في ندوة بساحة التغيير، أول من أمس، أن بن عمر طرح استئناف الحوار مع نظام صالح في الإمارات العربية المتحدة برعاية أممية، لكن المعارضة رفضت «أي حوار أو تفاوض قبل انتقال كامل للسلطة وتنحي علي صالح». وأضاف «بن عمر نقل إلى المعارضة قلق المجتمع الدولي من الوضع المتدهور في اليمن، وانفلات الوضع الأمني، وضعف الإدارة، وافتقار البلد إلى أبسط الخدمات، لكننا شددنا على أنهم إذا كانوا يدركون جيداً خطورة الوضع، فإن عليهم أن يفعلوا شيئاً لتحريك المسار السلمي لانتقال السلطة».
ووسط هذه الأجواء، حذر الزعيم القبلي، صادق الأحمر، نظام صالح من الاعتداء على المحتجين «في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات»، مشيراً إلى أن «أي اعتداء على ساحات التغيير والحرية بحسب ما يخطط له بقايا النظام العائلي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع في البلاد».
وأضاف «لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه أي عدوان على المعتصمين السلميين، والموجودون في الساحات هم أبناء الشعب اليمني، ولن نتركهم لبقايا النظام العائلي»، وذلك في أعقاب قيام مجهولين بإحراق عدد من خيام المحتجين أول من أمس.
في هذه الأثناء، أوضح المرصد اليمني لحقوق الإنسان أنه حصل على معلومات تؤكد قيام عناصر تابعة للسلطة بالتحريض على المعتصمين في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء، والدعوة الى اقتحامه، مناشداً كافة منظمات حقوق الإنسان، وهيئات المجتمع المدني، وكافة شركاء اليمن في المجتمع الدولي، والأمم المتحدة بالتدخل السريع لمنع أي اعتداء يطاول المعتصمين وسلامتهم.
(يو بي آي، رويترز)