يبدو أن الموقف الفرنسي الذي أتى أمس على لسان وزير الخارجية، آلان جوبيه، بأن الزعيم الليبي معمر القذافي يمكنه أن يبقى في ليبيا اذا تخلى عن السلطة، محاولة جديدة للتوصل الى حل سياسي للصراع الذي تشتد وتيرتهفيما احتدمت المعارك على جبهتي مصراتة والبريقة في ليبيا بين قوات العقيد معمر القذافي وعناصر المعارضة المسلّحة، وأدت الى سقوط 41 قتيلاً وعشرات الجرحى من المعارضة، ظهر الموقف السياسي الغربي متسماً بالمرونة، إذ أعلن وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، أن الزعيم الليبي يمكنه أن يبقى في البلاد اذا تخلى عن السلطة.
وسئل جوبيه، خلال مقابلة مع تلفزيون «ال.سي.اي»، ما اذا كانت الدول المشاركة في الأزمة الليبية يمكنها أن تفكر في السماح للقذافي بالبقاء كحل للأزمة، فقال «أحد السيناريوهات المتصورة فعلاً هو ان يبقى في ليبيا بشرط واحد أكرره: أن يتنحى على نحو واضح عن الحياة السياسية الليبية».
وأضاف أن «وقف اطلاق النار يعتمد على تعهد القذافي بوضوح ورسمياً بالتخلي عن دوره العسكري والمدني».
وفي ما يتعلق بمفاوضات محتملة مع القذافي، قال جوبيه إنه «لا توجد محادثات جارية في الوقت الراهن في باريس مع أي من ممثليه، وإن ممثلاً للأمم المتحدة مكلف الآن بتنسيق مثل هذه الاتصالات»، في اشارة الى عبد الإله الخطيب، مبعوث الأمم المتحدة المكلف بمتابعة الملف الليبي. وتعليقاً على استقبال الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، قائدين عسكريين للثوار من مصراتة حضرا لطلب مزيد من المساعدة الفرنسية، قال جوبيه إن فرنسا تريد إبقاء قناة اتصال جيدة مع المعارضين الليبيين لمعرفة كيفية مساعدتهم. وكان العقيد القذافي قد جدد أول من أمس أنه مستعد للمقاومة حتى النهاية، فيما رأت واشنطن انه يخسر سيطرته على البلاد مع استعداد الثوار لشن هجمات جديدة.
وأعلن البيت الأبيض أن «كل المؤشرات» تدل على أن الزعيم الليبي هو على وشك فقدان سيطرته على بلده، وأنه يواجه أزمة إمداد نظامه بالمحروقات والسيولة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية، جاي كارني، إن «كل المؤشرات تدل على ان الوضع يتطور في غير صالح العقيد القذافي». واضاف إنه «يسيطر على مساحة أقل من الأراضي، والمعارضة تشن هجمات في عدة مناطق من البلاد».
ميدانياً، تجددت المعارك، أمس، بين كتائب القذافي والثوار، حيث قُتل 18 معارضاً وأصيب ما يصل إلى 150 في اشتباكات حصلت أول من أمس للسيطرة على مدينة البريقة (شرق) النفطية الواقعة تحت سيطرة كتائب القذافي.
وفي جنوب مدينة مصراتة، التي تبعد 200 كيلومتر شرقي طرابلس، قُتل سبعة من الثوار على الأقل وأصيب 23 آخرون في معارك ليلاً ضد قوات القذافي، حسبما أكدت مصادر الثوار.
وفي السياق، أعلن مصدر رسمي أن عدداً من الصواريخ الليبية من نوع «غراد»، سقطت داخل الأراضي التونسية، في حادثة تكررت منذ اندلاع المعارك في منطقة الجبل الغربي في ليبيا. وأشار مصدر عسكري تونسي إلى أن 4 أو 5 صواريخ من نوع «غراد» حديثة الصنع أطلقت من منطقة «البارد» على بعد نحو 20 كيلومتراًَ شرق الحدود التونسية ـــــ الليبية سقطت في حدود الثانية على التراب التونسي، وتحديداً قرب مركز العبور بذهيبة، وأن صاروخين منها لم ينفجرا. وأكد شاهد إصابة جندي تونسي بجروح جراء هذا القصف.
إلى ذلك، بدأت محطة إذاعية جديدة باسم «راديو نفوسا الحرة» بثها باللغتين العربية والأمازيغية، اضافة الى بعض البرامج باللغة الإنكليزية، وذلك في بلدة جادو بالجبل الغربي جنوبي غربي طرابلس، حيث يسيطر الثوار.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)