فيما تستعد اسطنبول لاستقبال اجتماع مجموعة الاتصال الدولية الرابع بشأن ليبيا، والذي يعقد غداً بمشاركة روسيا والصين ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» أمس عن مصادر مطلعة على الاتصالات غير الرسمية بين النظام الليبي وأعضاء التحالف، بقيادة منظمة حلف شمالي الأطلسي، أن الزعيم الليبي معمر القذافي أبدى استعداده للتنحي إذا جرى الوفاء بشروط معينة. وقالت الصحيفة إن شروط القذافي تتضمن السماح له بالبقاء في ليبيا، وإسقاط تهم المحكمة الجنائية الدولية ضده.
وأضافت الصحيفة إن مصادر مقرّبة من التحالف الدولي حذّرت من أن تحركات القذافي الأخيرة «يمكن أن يكون الهدف من ورائها شراء الوقت بدلاً من إبرام اتفاق، لأن الزعيم الليبي يصرّ على السماح لنجله سيف الإسلام بأداء دور في أي عملية لنقل السلطة بعد رحيله». ونسبت إلى دبلوماسي مشارك في المفاوضات مع وسطاء من طرابلس قوله «إن التحالف اقترب ولكن ليس بما فيه الكفاية من إيجاد حل تفاوضي، من شأنه أن يرى العقيد القذافي يتخلى عن السلطة».
في المقابل، قال قائد مركز العمليات العسكرية للثوار في غرب ليبيا، العقيد جمعة إبراهيم، إن عناصر المعارضة المسلحة في جبل نفوسة يرون أن «من المستحيل حتى الآن التوصل الى حل سياسي» مع نظام القذافي، لأن «القذافي يريد البقاء في مكانه والمتمردين لا يريدون ذلك».
وفي إسطنبول، يُعقد غداً اجتماع مجموعة الاتصال الدولية للبحث في إنهاء الصراع الليبي، بمشاركة مجلس التعاون الخليجي، إذ أعلنت الأمانة العامة للمجلس أن الأمين العام المساعد للشؤون السياسية، سعد بن عبد الرحمن العمار، سيمثلها في الاجتماع. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، سلجوق أونال، أن بلاده دعت الصين وروسيا إلى المشاركة للمرة الأولى في هذا الاجتماع.
وفي بروكسل، التقى الرجل الثاني في المجلس الوطني الانتقالي، محمود جبريل، وزراء خارجية دول مجموعة «البينيلوكس»، وهم: البلجيكي ستيفن فاناكير، والهولندي أوري روزنتال، واللوكسمبورغي جان إسيلبورن. واعترفت «البينيلوكس» بالمجلس الوطني بصفته «ممثلاً شرعياً للشعب الليبي». ونفى جبريل بعد اللقاء الاتهامات التي وجهتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» للثوار الليبيين بارتكاب تجاوزات في غرب البلاد، قائلاً إن «الأمر ليس كذلك في المناطق المحررة».
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، أندريس فوغ راسموسن، بعد لقائه جبريل في مقر الحلف في بروكسل، إن الجانبين اتفقا على ثلاثة أمور، أولاً «إن عمليات الحلف لحماية المدنيين يجب أن تستمر، وإن نظام القذافي فقد كل شرعيته، ويجب أن يكون هناك حل سياسي يقوده الليبيون أنفسهم ويدعمه المجتمع الدولي».
من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني، ليام فوكس، إن بعض الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمالي الأطلسي لا تتحمل نصيبها من المسؤولية في حملة القصف الجوي على ليبيا، في ما يمثل أحد أقوى انتقاداته للحلف حتى الآن. وأضاف إن الجيش البريطاني منهك بسبب الحملة التي تجرى بتفويض من الأمم المتحدة منذ ما يقرب من أربعة أشهر، مؤكداً أنه سيسعى الى تحويل المزيد من الضغط الى آخرين في الحلف الذي يتألف من 28 دولة، واصفاً مساهمات بعض دول الحلف بأنها «مثيرة للشفقة».
ميدانياً، قال مقاتلو المعارضة الليبية إن قوات القذافي استعادت السيطرة على قرية القواليش جنوبي العاصمة، والتي كانت المعارضة قد سيطرت عليها قبل أسبوع. وأعلن الثوار أنهم أسّسوا هيئة قيادة موحدة. وقال أحد قادة الثوار فوزي بوقطيف «الآن، جرى وضع الجنود السابقين من الجيش الوطني واتحاد القوى الثورية تحت قيادة وزير الدفاع» جلال الدغيلي.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)