واصل أركان حرب دولة الاحتلال، أمس، هوايتهم بترهيب الفلسطينيين وتهديدهم، بموازاة التمويه بأنهم جاهزون لصنع «السلام» مع سلطة محمود عباس، فيما كان مسؤولو اللجنة الرباعية للسلام يلتقون في واشنطن وسط أجواء خلاف أميركي ـــــ أوروبي ـــــ روسي. ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية الحكومية، عن مصادر دبلوماسية أميركية، تأكيدها أن اجتماع اللجنة الرباعية، الذي عُقد مساء أمس، ولم يكن قد صدر عنه بيان ختامي حتى وقت متأخر من المساء، «سيشهد جدلاً ساخناً بين الجانب الأميركي من جهة، والطرفين الروسي والأوروبي من جهة أخرى». وأوضحت المصادر أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ستقترح إصدار بيان «شكلي»، يهدف إلى «تلبية كل المطالب الإسرائيلية، من دون الالتفات إلى الموقف الفلسطيني الرافض للاعتراف بيهودية دولة إسرائيل وبناء مستوطنات جديدة، ويعدّ إعلان الدولة في الخريف مسألة حيوية». وأشارت المصادر إلى أن الوفد الفلسطيني، الذي أمضى عدة أيام في واشنطن برئاسة صائب عريقات، لم يلمس جديداً في الموقف الروسي، «لكنه حصل على ضمانات روسية وأوروبية قوية تؤكد الالتزام بموقف محايد وغير منحاز إلى إسرائيل مثل ما هو عليه الموقف الأميركي». وقد سبق اجتماع «الرباعية» تهديد أطلقه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، قال فيه إنه «في وقت الحرب، قد يسقط على إسرائيل يومياً 50 طناً من المواد المتفجرة بنحو عشوائي، ولكن بإمكان القوات الإسرائيلية إصابة أهداف بدقة من خلال إطلاق 1500 طن من المواد المتفجرة يومياً». وتطرق باراك، الذي كان يتحدث خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إلى الأوضاع في سوريا، قائلاً إن «تراخي نظام الرئيس بشار الأسد قد يؤدي إلى مواصلة نقل الممتلكات والوسائل القتالية إلى أيدي حزب الله»، معرباً عن اعتقاده أنه «سيصعب على النظام البقاء للأمد البعيد». وكشف وزير الدفاع الإسرائيلي، أن تل أبيب نقلت رسالة إلى الحكومة اللبنانية مفادها أن «بيروت تتحمل المسؤولية في حالة تدهور الأوضاع مع حزب الله».
أما بالنسبة إلى الملف الفلسطيني، فرأى باراك أنّ من الأفضل خوض المفاوضات مع الفلسطينيين خلال الأشهر القليلة المقبلة، مشيراً إلى أنه «إذا انضمت كتلة كديما إلى حكومة بنيامين نتنياهو، فسيكون هذا الأمر أبسط».
بدوره، جزم رئيس قسم العمليات في جيش العدو، كوبي باراك، بأن قواته تواصل الاستعداد لمواجهة كل تطور قد يحدث في سوريا، مشيراً إلى أنه «ليس هناك أي تغيير في ما يخص التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة» الغربية المحتلة.
وفي سياق إعلانات النيات الإسرائيلية الفارغة، أوضح نتنياهو أنه مستعد للقاء القيادة الفلسطينية «غداً» من أجل إطلاق مفاوضات مباشرة، مكرراً معزوفته التي تفيد بأن الفلسطينيين يرفضون ذلك. وشكر نتنياهو الرئيس اليوناني كرولوس ببولياس، الذي يقوم بزيارة رسمية للدولة العبرية، على «المساعدة الثمينة» التي قدمتها أثينا لدولة الاحتلال في منع «أسطول الحرية 2» من الإبحار إلى قطاع غزة.
أما القائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير «الشؤون الاستراتيجية»، موشي يعالون، فقد حاول التقليل من أهمية استحقاق إعلان الدولة الفلسطينية في شهر أيلول المقبل، وذلك في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رأى فيها أن «أيلول فزاعة، وهناك سلسلة تخويفات من الداخل، من داخل الائتلاف الحكومي، وفزاعة أيلول إحداها»، واضعاً اجتماع «الرباعية الدولية» في واشنطن في خانة «المحاولة لانتزاع تنازلات من إسرائيل لإرضاء الفلسطينيين حتى لا يقدموا طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول».
(سما)