تواصلت تداعيات زيارة السفيرين: الأميركي روبرت فورد والفرنسي آريك شوفالييه، إلى مدينه حماه، بعدما استدعت وزارة الخارجية والمغتربين السورية سفيري البلدين وأبلغتهما احتجاجاً شديداً بشأن زيارتيهما للمدينة من دون الحصول على موافقة الوزارة، فيما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الرئيس السوري بشار الأسد عيّن أنس عبد الرزاق ناعم محافظاً لمحافظة حماه، إذ سبق له أن شغل منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في المحافظة. ورأت الوزارة أن زيارتي السفيرين الأميركي والفرنسي إلى حماه تمثّلان تدخلا واضحاً في شؤون سوريا الداخلية، وأن الخطوة تؤكد «وجود تشجيع ودعم خارجي لما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، وذلك في الوقت الذي ينطلق فيه الحوار الوطني الهادف إلى بناء سوريا المستقبل».
بدورها، دانت الأمانة العامة لاتحاد الشباب العربي وجود السفير الأميركي في حماه، مشيرةً إلى أن ذلك «يؤكد دور أميركا في تأجيج الصراعات وتهديد الأمن والسلم العالمي وتكريس السياسة الاستعمارية»، فيما رأى اتحاد الصحافيين السوريين أن ما قام به فورد «يمثل تدخلاً في الشؤون الداخلية السورية ويهدف إلى تأجيج الفتن وزرع بذور التفرقة بين أبناء الشعب
الواحد».
من جهتها، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ورابطة الدول المستقلة، محمد رضا شيباني، اعتباره أن ما قام به فورد «يعدّ تدخلاً فاضحاً في شؤون سوريا الداخلية بما يتعارض مع الاعتراف الدبلوماسية والدولية». ورأى أن سلوك السفير الأميركي في سوريا يمهّد لحالة خطيرة تحاول إظهار التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلدان وانتهاك السيادة الوطنية للبلدان بأنه حالة
طبيعية.
كذلك، عبر مبعوث أوكرانيا الخاص لشؤون الشرق الأوسط ايفهين ميكيتينكو عن رفض أي تدخل خارجي مباشر أو غير مباشر في الشؤون الداخلية السورية، محذراً من الانعكاسات السلبية لذلك على سوريا والمنطقة.
في المقابل، أكدت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن «السفارة الأميركية أعلمت وزارة الدفاع السورية بالزيارة قبل حصولها، وقد مرت السيارة عبر الحواجز الأمنية»، فيما كشفت الخارجية الأميركية عن أن السفير السوري، عماد مصطفى، استدعي يوم الأربعاء من جانب مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، وأعرب له عن «قلق» الولايات المتحدة بعد «معرفتها بأن أعضاء في السفارة السورية التقطوا صوراً وتسجيلات مصوّرة لأشخاص شاركوا في تظاهرات سلمية في الولايات المتحدة».
في هذه الأثناء، أعلنت صحيفة الوطن «السورية» أن وحدات الجيش أنهت مهمتها في معظم قرى جبل الزاوية، مشيرةً، نقلاً عن مصادر محلية في المنطقة، إلى أن «المسلحين فرّوا إلى خارج المنطقة وخاصة إلى مدينة حماه، التي يبدو أنها أصبحت ملاذاً آمناً لتلك التنظيمات والمجموعات المسلحة». كذلك تحدثت الصحيفة عن انسحاب وحدات الجيش من قرى كنصفرة وكفرعويد وحزارين والفطيرة ودار الكبيرة في وسط منطقة جبل الزاوية، في حين ما زالت وحدات عسكرية أخرى وفقاً للصحيفة «ترابط في بلدات كفرنبل والبارة واسحم وكفروما وحاس».
وكان رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، قد أوضح لوكالة «فرانس برس» أن الجيش السوري انتشر أول من أمس في قريتَي كفرحايا والزابور في منطقة جبل الزاوية، حيث قام بحملة دهم وتفتيش.
بدوره، تحدث موقع «سيريا نيوز» عن خروج تظاهرة ليلية أول من أمس من حي السباع في مدينة حمص، في وقت حاولت فيه مجموعة من المجهولين اقتحام مستوصف الباسل الصحي في حي الزهراء بالمدينة وحرقه.
ووصل عدد اللاجئين السوريين العائدين من تركيا إلى 6624، بينما يستمر 8806 آخرون بالإقامة في مخيمات مؤقتة أنشأها الهلال الأحمر التركي.
من جهةٍ ثانية، واصل مؤيدو النظام في تنظيم الفعاليات الشعبية التعبير عن تأييدهم للإصلاح والحوار الوطني. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن مئات آلاف المواطنين شاركوا أمس في رفع علم سوري هو الأكبر من نوعه في العالم، وذلك في إطار المبادرة الشعبية التي نظمتها فعاليات شبابية دعماً لبرنامج الإصلاح والحوار الوطني، مشيرةً إلى أن المشاركين احتشدوا على جانبي الأوتوستراد الدولي بين اللاذقية وجبلة، وانضمت إليهم ألف سيارة انطلقت من مدينة حلب من ساحة سعد الله جابر. بدورهم، رفع أهالي القدموس وريفها في محافظة طرطوس علماً بطول 1100 متر.
إلى ذلك، قررت وزارة الداخلية الأردنية منع مسيرة كان مقرراً تنظيمها أمس من قبل نشطاء أردنيين وسوريين دعماً للاحتجاجات في سوريا في منطقة الصويفية.
(سانا، ا ف ب، يو بي آي، رويترز)