بدأت الدولة العبرية إضفاء صبغة العنف على الأسطول المتوقع إبحاره لكسر الحصار على قطاع غزة. فقد عجّت وسائل الإعلام العبرية بتقارير نقلت تصريحات عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين يدّعون أنّ بحوزتهم معلومات عن أنّ هناك «أوساطاً متطرفةً» ستشارك في الأسطول، وأنّ القائمين والنشطاء «يجهزون مفاجآت» للجيش الإسرائيلي. وزادت التقارير الترهيبية نقل التصريحات الإسرائيلية بأنّ هذا الأسطول سيكون «أكثر عنفاً من مرمرة»، الأمر الذي دفع عدداً من النشطاء إلى نفي العنف جملة وتفصيلاً، مؤكدين أنّ الأسطول لا ينوي أي مواجهة عنيفة، مؤكدين أنّ إسرائيل تطلق هذه التصريحات لتبرير استعمال العنف مسبقاً. وبحسب المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية، التي قيل إنها جُمعت، فإنَّ في جزءٍ من سفن الأسطول المتجهة إلى غزّة تجهز أطراف متطرفة «أكياساً مع مواد كيماوية، وعلى ما يبدو يجري الحديث عن كبريت ينوون إشعاله للمسّ بالجنود الذين ينوون السيطرة على السفينة». وأدعت محافل سياسية إسرائيلية أن هناك من ينوي «سفك دماء جنود الجيش الإسرائيلي». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن «هدف المنظمين (للأسطول) هو التسبب بقتل جنود».
وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يستعد لحدوث مفاجآت خلال عملية السيطرة على سفن الأسطول «بواسطة استخدام خراطيم المياه وقناصة من الجو وتوجيه عدد كبير من الجنود على السفن خلال وقت قصير». وبحسب مصادر إسرائيلية، فإنه على الرغم من إعلان تنظيم «أي إتش إتش» عدم مشاركته، إلا أن أوساطاً منهم، بالإضافة إلى أوساط «إسلامية متطرفة» سترتبط بالأسطول. وادعت وسائل الإعلام العبرية أنَّ المشاركين في الأسطول مرّوا بورشات تدريبية لكيفية «مقاومة جنود الجيش الإسرائيلي» وأنهم أيضاً حصلوا على إرشادات على الوسائل التي على الجيش الإسرائيلي استعمالها، ومنها خراطيم المياه، وكلاب وإطلاق نار قناصة.
وادعت أوساط عسكرية إسرائيلية أنّ الضبابية التي تلفّ موعد إبحار الأسطول باتجاه قطاع غزة المحاصرة «مقصودة»، مدعين أنّ منظمي الأسطول يحاولون مفاجأة إسرائيل، وتزويدهم بالحد الأدنى من المعلومات عن التوقيت المتوقع. وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن القصد الإسرائيلي هو السيطرة الفورية على السفينة على بعد كبير من شواطئ غزة، وعدم تمكين الأسطول من الاقتراب إلى المنطقة.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، إن المشاركين يسعون إلى «المواجهة والدم»، مضيفاً أنّ «من الواضح أنهم هناك للتسبب في الاستفزاز. يبحثون عن المواجهة والدم والصور الكثيرة على شاشات التلفزيون»، مضيفاً أن من بين المشاركين «نشطاء أصيلين في الإرهاب». وقال إن المسؤولين الإسرائيلين عقدوا «مئات، وربما آلاف المشاورات على مختلف المستويات مع الحكومات الأجنبية لإقناعها بحثّ مواطنيها على عدم الانضمام إلى القافلة».
ونفى المتحدث باسم «أسطول الحرية الثاني»، درور فايلر، ادعاءات الجيش الإسرائيلي جملة وتفصيلاً، مشدداً على أنّ هذه الادعاءات هدفها التبرير مسبقاً لاستخدام الجنود للعنف ضد الناشطين. وتابع قائلاً إن ادعاءات الجيش الإسرائيلي «هي محاولة لتبرير عنف الجيش الإسرائيلي مسبقاً»، وإن منظمي الأسطول يشددون على عدم مشاركة نشطاء في الأسطول سيحاولون المس بالجنود الإسرائيليين.
وأضاف فايلر، وهو إسرائيلي الأصل وناشط يساري مؤيد للحقوق الفلسطينية: «إذا كانت دولة إسرائيل تشتبه بأحد ما، فلتسلمنا معلومات وسوف نوقفه ولن نسمح لأشخاص عنيفين بالمشاركة في الأسطول»، موضحاً أنّ «جميع المسافرين يوقّعون تصريحاً ينص على عدم استخدام العنف؛ لأننا لا نريد أسطولاً شبيهاً بالأسطول السابق، وليست لدينا أية نية للدخول في مواجهة مع أحد، بل نريد فقط الوصول إلى قطاع غزة بسلام وليس لدى إسرائيل أي سبب لمحاولة وقف الأسطول».
وتطرق فايلر إلى ادعاءات إسرائيل بأن نشطاء الأسطول السابق استخدموا العنف وكانوا مسلحين بالسكاكين، وقال: «كيف يعقل ألا تكون هناك سكاكين في سفينة يسافر على متنها 500 شخص، والوضع الذي تحارب فيه إسرائيل وجيشها وأجهزتها الأمنية بمجموعة مؤلفة من 20 شخصاً مثير للسخرية والعالم لا يصدقه ودولة إسرائيل نفسها لا تصدقه».