نفت المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان، أمس استهداف الحكومة السورية للمتظاهرين، مشيرةً إلى وجود الكثير من التلفيقات عن قوات الأمن، وأن العديد من هؤلاء تلقوا أوامر بعدم حمل السلاح في درعا التي انطلقت منها التظاهرات. وقالت شعبان، لشبكة «سي أن أن» الأميركية الإخبارية، «نحن لا نستهدف المتظاهرين، أعتقد أن المتظاهرين السلميين طرحوا وجهة نظرهم، وهم يطرحون وجهة نظرهم كل يوم وليس لدينا مشكلة في ذلك».
وأضافت أن «قوات الأمن موجودة ضد الجماعات المسلحة، وليس ضد المتظاهرين المسالمين»، لافتةً إلى انه في حين أن لدى المتظاهرين «مظالم مشروعة»، هناك متطرفون يستغلّون الاحتجاجات «غطاءً للتحريض على العنف الطائفي في سوريا».
ورداً على سؤال عما إذا كانت الأزمة ستختلف لو أن قوات الأمن لم تتصرف بعنف أثناء بدء التظاهرات في درعا، اعربت مستشارة الرئيس السوري عن اعتقادها بأن «هناك الكثير من التلفيقات عن قوات الأمن»، وأن العديد من قوات الأمن تلقت أوامر بعدم حمل السلاح في درعا.
وعن مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في دمشق أول من أمس، اعترفت شعبان بأن المشاركين في المؤتمر لا يمثلون المتظاهرين في الشارع. وأضافت «هذا صحيح جداً. وهذه مشكلتنا الكبرى وتحدّينا الأصعب. نحن نحاول كل ما في وسعنا للوصول إلى قادة الناس في الشارع لأننا نريد أن نحل المشكلة في بلدنا والسير قدماً»، في الوقت الذي انتقد فيه اتحاد تنسيقيات الثورة السورية اجتماع دمشق، الذي عقد اول من أمس موضحين أنه عقد «تحت مظلة النظام».
وفي السياق، أبلغت شعبان شبكة «سكاي نيوز»، أن حكومتها مستعدة لقبول الاصلاحات والتحول باتجاه الديموقراطية، مؤكدةً أنها «تريد التغيير لأن البلد خلاف ذلك سيكون في خطر، والجميع الآن في المعارضة أو الحكومة، يدرك ذلك وحقيقة أنه ليس هناك من طريق آخر سوى الذهاب إلى الأمام». وقالت «في الواقع ستكون المسيرة نحو الديموقراطية أمراً جيداً للغاية بالنسبة إلى بلدنا وشعبنا، حيث ستتنافس الأحزاب السياسية والرجال والشباب والنساء على المشاركة في الحياة السياسية، ونحن نتطلع إلى حقبة مختلفة جداً من التاريخ السوري».
وبعدما اعربت عن اعتقادها بأن «هناك مجموعة منظمة هي على الأغلب من المتطرفين الدينيين الذين ينفّذون عمليات الاغتيال والقتل»، أوضحت انه «عندما يكون لديك مناخ من العنف تقع اضرار جانبية، لكننا نأمل أن نكون قادرين على عزل أي جماعة مسلحة أو عنيفة من خلال الاسراع في اجراء الحوار الوطني، والعمل معاً والمجتمع الدولي للتغلب على هذه المشكلة الكبيرة». واضافت «ليست لدينا أي مشكلة على الاطلاق مع التظاهرات السلمية».
في موازاة ذلك، أعلن وفد المعارضة السورية، الذي يزور موسكو، رفضه لأي تدخل خارجي في بلاده. وعبّر الوفد في مقابلة مع وكالة «نوفوستي» عن ثقته بقدرة المعارضة على إسقاط النظام بالطرق السلمية، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين يجتمعون مع النظام السوري في دمشق لا يمثلون المعارضة السورية أو مطالب الشعب السوري وليس هناك أي تنسيق معهم من جانب الوفد. ورداً على سؤال عن التطلعات القومية الكردية، قال الناشط الكردي رضوان العدينية «لا يريد الأكراد الانفصال عن سوريا ولا يجوز الشك في نيات الأكراد في هذا الموضوع.».
من جهةٍ ثانية، دعا وفد المعارضة السورية موسكو إلى إعادة النظر في علاقاتها مع السلطات السورية للحفاظ على علاقات واسعة مع الشعب السوري تضمن المصالح الروسية في المستقبل. وقال عضو الوفد رضوان زيادة، في اعقاب اللقاء مع رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف، ان «روسيا يمكنها اللجوء الى سبل ضغط على النظام السوري لكي توصل اليه الرسالة بوضوح بأن هذا النوع من السلوك غير مقبول».
بدوره، دعا مارغيلوف الى وقف «كل اشكال العنف» والى اجراء مفاوضات سياسية. ووصف المحادثات مع الوفد السوري بالمهمة جداً والمفيدة. وقال إن الأهم بالنسبة إلى روسيا هو «المحافظة على علاقات وطيدة مع الشعب السوري الصديق»، موضحاً انه «بالنسبة إلينا في روسيا، لا يوجد صديق إلّا الشعب السوري نفسه، والأنظمة تأتي وتذهب لكن الشعوب تبقى».
في غضون ذلك، نسبت وكالة «آكي» الإيطالية إلى مصادر سورية اكتفت بوصفها بالموثوقة أن السلطات السورية ستصدر خلال الأيام المقبلة مشروع عفو جديداً عن سجناء سياسيين، في محاولة لاسترضاء المعارضة التي تشدد على ضرورة إطلاق سراح معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين.
في هذه الأثناء، نقلت صحيفة «حرييت» التركية عن مصادر دبلوماسية تركية أن وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو يعتزم القيام بجولة تشمل كلّاً من سوريا وإيران والأردن والسعودية، موضحةً أن داود اوغلو «سيؤكد خلال زيارته لسوريا الرسائل ذاتها التي بعثت بها أنقرة إلى النظام السوري، بوقف العنف، وتنفيذ الإصلاحات».