كشف موقع «واللا» العبري، يوم أمس، أن إسرائيل وجّهت رسالة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تفيد بأنها لا تدير أي نوع من المفاوضات مع حركة «حماس» بشأن وقف إطلاق النار لمدة زمنية طويلة. ولفت الموقع إلى أن هذه الرسالة أتت على خلفية الخشية المتزايدة في السلطة من أن حكومة بنيامين نتنياهو تدير محادثات سرية مع قيادة «حماس» في غزة حول «تهدئة» تستمر لخمس سنوات.
وكان مسؤولون فلسطينيون قد عبَّروا، خلال محادثات مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، عن تحفظهم على مسار كهذا لناحية الآثار التي يمكن أن تترتب على مكانة السلطة في نظر الجمهور الفلسطيني. وأضاف الموقع العبري أن «دولة إسرائيل أوضحت من جهتها أنه لا يوجد محادثات كهذه»، وأنها لا تنوي التوصل إلى «تهدئة» مع «حماس» في الظروف الحالية.
ورغم أن مكتب نتنياهو رفض التطرق إلى هذه القضية، فإن مصادر إسرائيلية، وأخرى فلسطينية، أكدت لـ«واللا» صحة المعلومات.
ولفت الموقع أيضاً إلى أن الرسائل الإسرائيلية الموجهة إلى السلطة تم نقلها خلال سلسلة لقاءات سرية، كان هدفها تخفيض مستوى التوتر بين تل أبيب ورام الله. وأضاف أن التقدير لدى محمود عباس هو أن إسرائيل تمدّ يمدها إلى «حماس» بغية إضعافه. ونقل «واللا» عن القيادي في «حماس» حسن يوسف قوله إن «ردّ حماس على الاقتراحات المختلفة، هو إيجابي... وقف نار طويل المدى ينبغي أن ينطوي على حل كل المشكلات التي نتجت من الحرب وقادت إليها». لكنه أضاف أن «الجهات الأوروبية التي أرادت التوسط بهدف تمديد وقف النار القائم الآن، لم تتلقّ أيّ ردّ إيجابي حتى الآن من إسرائيل».
وكان موقع «واللا» قد ذكر قبل عدة أشهر أن «حماس» نقلت رسائل إلى إسرائيل تظهر استعدادها لوقف إطلاق النار لخمس سنوات، وذلك عبر وسطاء مختلفين، من بينهم مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط السابق، روبرت سيري، ودبلوماسيون آخرون، مثل مبعوث قطر لترميم غزة، محمد العمادي، الذي زار إسرائيل والتقى منسق شؤون الحكومة في المناطق، اللواء يوآف مردخاي. كذلك لفت الموقع إلى أن سيري هو الذي بلور الاقتراح الذي يشمل فتح المعابر الحدودية بين الأراضي المحتلة وغزة، وإقامة رصيف عائم للقطاع، وبناء مطار في وقت لاحق... «مع ذلك، فإن إسرائيل لم ترد على هذا الاقتراح، وفي كل مرة تتجاهل الرسائل التي تصلها من حماس».
وبينما يؤكد «واللا» أنه خلال الأيام الأخيرة تم نقل رسائل بمضمون مشابه، فإن الموقع شدَّد على أن المفهوم الذي يوجّه الأداء الإسرائيلي في هذه النقطة مرتبط بالضرر الذي يمكن أن يلحق بالسلطة الفلسطينية. وأضاف أن العامل الأساسي المؤثر في القرار الإسرائيلي يكمن في رفض مصر مساراً مماثلاً.
(الأخبار)