غزة | تطور خلاف نشب بين قادة وكوادر في حركة «فتح»، خلال اجتماعهم أمس في منزل أمين سر الهيئة القيادية العليا للحركة في غزة عبد الله أبو سمهدانة، إلى اشتباك بالأيدي وإطلاق نار. وقال مصدر فتحاوي لـ«الأخبار» إن الاجتماع شاركت فيه قيادات في حركة الشبيبة الفتحاوية (الجناح الطلابي لحركة «فتح») بحضور أبو سمهدانة ومفوض العلاقات الوطنية في الحركة دياب اللوح، وآخرين، وكان مخصصاً لبحث الخلافات بين أقاليم الحركة في قطاع غزة، والخلاف على آليات انتخاب المكاتب الحركية في الضفة الغربية والقطاع.وذكر المصدر أن خلافاً حاداً نشب بين المجتمعين الذين انقسموا على أنفسهم بين مؤيّد للرئيس محمود عباس، والقيادي المفصول من اللجنة المركزية للحركة محمد دحلان، بشأن شروط الترشح وآلياته وانتخاب المكاتب الحركية. وأكد المصدر أن الاجتماع لم يكن مخصصاً لبحث قضية دحلان وفصله من «المركزية» نتيجة خلافه مع عباس، ولكن «الأمور خرجت عن السيطرة» مع حضور مناصرين لدحلان من قادة شبان في «الشبيبة الفتحاوية»، الذين يشعرون أن القضية ليست دحلان وحده، بل «تهميش غزة وتحجيم دور حركة «فتح» فيها، واستئصال كل من يقول لا، أو ينتقد كما فعل دحلان». وأوضح المصدر أن المجتمعين اختلفوا في البداية على من يحق له الترشح والتصويت في انتخابات تأليف المكاتب الحركية للضفة وغزة المقررة في غضون شهر، إثر رفض كوادر «الشبيبة» توجه قيادة الحركة بأن تقتصر الانتخابات على أعضاء الهيئات الإدارية ورؤساء «الشبيبة» وأعضاء مجالس الطلبة في الجامعات.
وقال المصدر إن كوادر «الشبيبة» خارج هذه الهيئات شعروا أن «أمراً ما يجري طبخه في السر لتأليف مكاتب حركية بمقاس عباس، وتهميش كل منتقديه».
وأضاف أن الخلاف احتدم بين «المعسكرين» في الاجتماع، وتطور إلى «تراشق بالألفاظ النابية والكراسي والاشتباك بالأيدي، وإطلاق نار»، لم يؤد إلى وقوع إصابات.
وقال نشطاء في حركة «فتح»، على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، إن نشطاء من «الشبيبة» تظاهروا أمام منزل أبو سمهدانة احتجاجاً على قرار فصل دحلان، فأطلق أبو سمهدانة النار في الهواء لتفريقهم، وطلب حماية شرطة «حماس». لكنّ بياناً للشبيبة قال إن عناصر «الشبيبة» كانوا يحتجّون على قرار منعهم من حق التصويت في الانتخابات الداخلية المرتقبة.
وأكد المصدر «الفتحاوي» تدخّل الشرطة التابعة للحكومة المقالة لفضّ الخلاف بين المجتمعين، واقتياد عدد منهم، بينهم نجل أبو سمهدانة الذي يعتقد أنه أطلق عيارات نارية في الهواء، إثر اتهام أنصار دحلان لوالده بـ«الخيانة»، في الاجتماع، وقد أُفرج عنهم بعد وقت قصير.
وقال أبو سمهدانة في بيان توضيحي إن اجتماعاً للهيئة القيادية العليا كان يُعقد في منزله «حيث جرت مشادات بين عدد من أفراد حركة الشبيبة الفتحاوية، تمكن أعضاء الهيئة من احتوائها، إلا أن أفراد الشرطة وجهاز الأمن الداخلي دهموا المنزل واحتجزوا جميع أعضاء الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وكافة الموجودين فيه». وندّد أبو سمهدانة بهذا الإجراء «الذي من شأنه أن يعكّر أجواء المصالحة ويزيد من صعوبة الموقف، وخصوصاً أنه جاء بعد ساعات على منع عضو المجلس الثوري لحركة فتح آمال حمد من مغادرة قطاع غزة».