سجلت تظاهرات يوم الجمعة في سوريا، أمس، سقوط المزيد من القتلى في عدد من المدن، في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إن الخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد «تضمن عناصر ايجابية تشير الى اصلاحات، لكن من الاهمية بمكان القيام بخطوات ملموسة على الارض». وأفاد التلفزيون السوري بمقتل «ضابط من قوات حفظ النظام بإطلاق النار عليه من مسلحين في منطقة القدم بريف دمشق» بالاضافة إلى مقتل ثلاثة مواطنين في برزة واصابة عدد من قوات حفظ النظام بنيران مسلحين.
من جهتها، افادت وكالة الانباء السورية «سانا» بأن عدداً من قوات حفظ النظام اصيبوا في الكسوة برصاص مسلحين.
في المقابل، تحدث عضو المنظمة السورية لحقوق الانسان محمد عناد سليمان لوكالة «فرانس برس» عن مقتل خمسة اشخاص وجرح ستة آخرين في الكسوة (ريف دمشق)، فيما أشار ناشط حقوقي يقطن في حي برزة في دمشق الى أن «ثلاثة اشخاص قتلوا وجرح 25 آخرون». وأشارت وكالة «اسوشييتد برس» إلى مقتل 4 في برزة. كذلك نقلت وكالة «فرانس برس» عن ناشط حقوقي آخر في حمص «مقتل ثلاثة متظاهرين في حمص»، مشيراً الى «اصابة اكثر من عشرين بجروح».
في هذه الأثناء، أشار موقع «سيريا نيوز» إلى خروج «تظاهرات في اكثر من مدينة سورية بعد صلاة الجمعة تنادي بالحرية وتردد شعارات مناهضة للنظام» من بينها دير الزور، جبلة، حمص، القامشلي، والحسكة. ووفقاً للموقع، شهدت حماه تظاهرة بعشرات الآلاف، «هي الاضخم في حركة الاحتجاجات في المدينة التي بدأت بنحو فاعل قبل شهر».
في غضون ذلك، ذكر الموقع أن «ملتقى القبائل السوري» الذي ضم نحو 3000 شخص في ريف محافظة حلب أصدر بياناً أكد فيه أنه يقف بحزم ضد «مشروع الفوضى العمياء». وقال البيان إن حديث الرئيس السوري عن تغيير مواد دستورية أو تغيير الدستور كله، «خطوة جريئة تصب في خانة الإصلاح الذي يحتاج إليه الوطن»، داعياً كل أبناء الوطن الشرفاء «إلى إعطاء فرصة من الوقت لتأخذ الإصلاحات طريقها إلى التنفيذ».
في السياق، استكملت وحدات الجيش انتشارها في قرى جسر الشغور المتاخمة للحدود السورية ـــــ التركية من دون حصول إطلاق نار او وقوع خسائر، وفقاً لما أكدته «سانا»، فيما نفى مصدر اعلامي سوري ما بثته قناة العربية حول انشقاق الفرقة الاولى في الكسوة، مؤكداً أن الفرقة لم تدخل البلدة.
سياسياً، نقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزير الخارجية التركي، احمد داود اوغلو، قوله إن بلاده تواصل اتصالاتها مع سوريا لتشجيعها على تطبيق اصلاحات، وذلك بعدما أشار إلى أن الخطاب الاخير للأسد «تضمن عناصر ايجابية تشير الى اصلاحات، لكن من الاهمية بمكان القيام بخطوات ملموسة على الارض، واتصالاتنا تتواصل في هذا الاطار». وأضاف «نأمل أن تتوصل سوريا الى الخروج أقوى من هذه العملية عبر تطبيق اصلاحات، ونقوم بما في وسعنا لكي يحصل ذلك»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه بحث هذا الموضوع مع نظيره السوري وليد المعلم ونقل اليه «قلق وأفكار» تركيا في ما يتعلق بالوضع على الحدود، وذلك بعدما ارتفع عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 11700.
ونقلت «سانا» عن كبير مستشاري الرئيس التركي، ارشاد هرمزلو، قوله إن العلاقات التركية ـــــ السورية قوية وراسخة ولا تتأثر بالأحداث الطارئة، مؤكداً أن «تركيا لا تصمم بيوت الآخرين ولا تملي عليهم ماذا يفعلون، لكنها مستعدة لأن تشاطرهم تجربتها».
في هذه الأثناء، عزز الاتحاد الاوروبي الجمعة الضغوط على النظام السوري عبر فرض عقوبات على اربعة مسؤولين سوريين، اثنان منهم من اقارب الرئيس السوري، اتهم احدهما، ويدعى ذو الهمة شاليش، بالتورط في قمع المتظاهرين، فيما اتهم الثاني ويدعى رياض شاليش، إلى جانب كلٍ من خالد قدور ورياض القوتلي، بتمويل نظام دمشق.
كذلك، قضت العقوبات بتجميد حسابات اربع شركات متهمة بأنها تشكل مصدر لتمويل النظام، فيما فرضت عقوبات على القائد الاعلى للحرس الايراني الجنرال محمد علي جعفري ومساعديه الجنرال قاسم سليماني وحسين تائب، تقضي بتجميد حساباتهم في اوروبا وعدم منحهم تأشيرات دخول.
وقال القادة الاوروبيون، في مسودة بيان مشترك بمناسبة قمة في بروكسل، إن «النظام يقوّض شرعيته باختياره القمع بدلاً من تنفيذ الوعود بإصلاحات واسعة قطعها بنفسه»، مشيرين إلى أن «المسؤولين عن الجرائم واعمال العنف التي ارتكبت ضد مدنيين سيحاسبون على افعالهم».
الى ذلك، أشاد سفير سوريا لدى المملكة المتحدة سامي الخيمي، في مقابلة مع «يونايتد برس انترناشونال»، بموقف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف الذي أكد أن موسكو لن تستقبل أي معارض سوري يرفض الحوار الوطني. وعبّر عن اعتقاده بأن «المعارضة التي ترفض رفضاً قاطعاً الحوار الوطني ستصل إلى طريق مسدود، وبالتالي فإن مواقف الدول تنبع من مصالحها، ووجدت روسيا أن مصالحها تملي عليها عدم محاورة هذا النوع من المعارضة».
(سانا، يو بي آي، رويترز، أ ف ب)