أثارت الأحكام المؤبدة الصادرة بحق 8 من قادة المعارضة البحرينية، انتقادات حادة من مرجعيات بارزة ومنظمات حقوقية دولية، فضلاً عن الدول الغربية، ما يمكن أن يمثّل ضغطاً على السلطة لإلغائهاانتقد المرجع الديني البارز في البحرين، عيسى قاسم، بشدّة الأحكام التي صدرت عن محكمة السلامة الوطنية بحق رموز المعارضة قبل أيام، فيما أفصح أحد المحكومين عبد الهادي خواجة، في رسالة الى منظمات حقوقية عن حالته الصحية المزرية داخل السجن، جراء كسور وجروج ناتجة من ضرب تعرض له في أول أيام الاعتقال. وقال قاسم، خلال خطبة الجمعة في ديراز، إن المحاكمة التي أصدرت أحكاماً بالمؤبد بحق 8 من رموز المعارضة، غير عادلة، وطلب من النظام إلغاءها. وقال «هذه ليست أجواء من أجل الحل السياسي، بينما يعاني الناس». وأضاف أن «الأحكام والقمع ستكون سدّاً يمنع الناس عن المشاركة في الحوار».
وقد دافعت الحكومة عن الأحكام الصادرة، وقالت إن المجموعة (21 شخصاً) متهمة بمحاولة قلب النظام بالقوة في المملكة ونقلوا معلومات حساسة الى منظمة ارهابية تعمل من بلد أجنبي.
من جهة ثانية، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن المحاكمات تتسم باضطهاد سياسي. وقالت المتحدثة باسم المفوضة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شمداساني، إن «بلادي ستبعث برسالة إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة تنقل إليه فيها قلقها من العقوبات القاسية التي صدرت استنادا إلى اتهامات فضفاضة للغاية». ولفتت الى أن المكتب استشهد بتقارير تبعث على القلق عن إساءة معاملة المحتجزين بما في ذلك تعرض بعض المتهمين الذين صدرت أحكام ضدهم للضرب المبرح.
ويقول المتهمون، وهم قادة أحزاب معارضة وناشطون حقوقيون وإعلاميون، إنهم تعرضوا للتعذيب، ولم يسمح لهم بلقاء ذويهم حتى قبل الجلسة الأخيرة بيومين، كذلك لم يحصل المحامون على المعطيات اللازمة لمحاكمة عادلة. وفي رسالة حصلت «الأخبار» عليها، كتب عبد الهادي خواجة أنه تعرض للاعتداء الوحشي على أيدي عناصر الأمن الوطني عند القبض عليه في 9 نيسان، و«أخضعت لعمليات جراحية بالمستشفى العسكري، خيط فيها جرحان في طرف العين اليسرى، كما أجريت عملية جراحية لأربعة كسور في الفك بالجهة اليسرى». ويضيف أنه بعد مرور شهرين و10 أيام «لا يزال الجرح في العين لم يشف، وما زلت عاجزاً عن استخدام الفك والفم بنحو طبيعي، ولا يزال التنمل والألم الناتجان من العملية الجرحية دون تحسن». وطلب تمكين عائلته من الحصول على الملف الطبي لعرض حالته على طبيب آخر.
(الأخبار، أ ب)