صنعاء | هذه هي الزيارة الثانية لجيفري فيلتمان إلى اليمن. كانت المرة الأولى زيارة في منتصف ايلول الفائت من أجل دفع الحوار بين السلطة والمعارضة الممثلة بأحزاب اللقاء المشترك، وذلك بعدما وصل الحوار بينهما إلى طريق مسدود. لكنه هذه المرة يأتي للإشراف على عملية نقل السلطة في اليمن. وبين الزيارتين حصلت تطورات كثيرة في البلد، كان من أهمها قيام ثورة الشباب اليمنية التي قلبت شكل الحياة السياسية، ودفعت بأحزاب المعارضة إلى منطقة متقدمة لم تكن تفكر بالوصول إليها.
لكنها مع ذلك تبدو اليوم في حالة ضبابية على الرغم من غياب الرئيس علي عبد الله صالح وجمود الحياة السياسية منذ نحو عشرين يوماً، وعدم استفادة أحزاب المعارضة من الوضع الجديد والقيام بخطوة إلى الأمام. وربما تأتي زيارة فيلتمان في هذا السياق ودفع المعارضة لفعل تلك الخطوة الناقصة. ولهذا كان اجتماعه مع تلك الأحزاب والتحدث معها بلهجة واضحة أن عملية نقل السلطة في اليمن بطريقة سلسة وآمنة ومنظمة قد صارت أمراً ملحاً.
وقال الأمين العام لحزب التجمع الوحدوي اليمني عبد الله عوبل إن جيفري فيلتمان أخبرهم في الاجتماع، الذي حضره أمناء عموم أحزاب اللقاء المشترك إضافة الى رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد سالم باسندوة، أنه أتى إلى اليمن بناء على تكليف رسمي من الحكومة الأميركية ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للإشراف على نقل السلطة سلمياً في اليمن. لكن عوبل قال لـ«الأخبار» إن فيلتمان أخبرهم بأن الزيارة التي سيقوم بها للعاصمة السعودية الرياض «ستحدد كثيراً ملامح الفترة المقبلة وأنها سترسم خريطة جديدة للعمل في اليمن»، فيما نسبت صحيفة «الأولى» اليمنية إلى مصادر في المعارضة شاركت في اللقاء قولها «أطراف النظام شددوا على ضرورة إلزام المعارضة برفع الاعتصامات، وإزالة أجواء التوتر، غير أن فيلتمان قال إن ذلك سيُبحث بعد تنفيذ المبادرة الخليجية»، مشيراً إلى أن «المسؤول الأميركي أكد دعم بلاده لبقاء الاعتصامات»، إلا انه في هذه الزيارة لم يتطرق أبداً إلى وضع أقارب الرئيس صالح في السلطة وماهية الشكل الجديد الذي سيأخدونه في عملية نقل السلطة. وإضافةً إلى ذلك، أصر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية على نفي خبر لقائه مع نجل الرئيس علي عبد الله صالح، مع أن هذه الزيارة التي قام بها لن تكون كاملة بدون لقاء احمد، بوصفه اللاعب الأساسي في الملعب السياسي اليوم، والذي يبدو أنه من أكبر عراقيل تنفيذ نقل السلطة في اليمن، حيث يرى نفسه الوريث الشرعي لأبيه في الحكم، ولا يمكن أن يجد نفسه بعيداً عن هذا الوضع الجديد.
من جهةٍ ثانية، دعا فيلتمان، خلال لقاء مع الصحافيين في السفارة الاميركية في صنعاء، الى «انتقال فوري وسلمي» للسلطة في اليمن، معتبراً أن «انتقالاً فورياً سلمياً ومنظماً للسلطة يصب في مصلحة الشعب اليمني، وندعو جميع الأطراف الى الدخول في الحوار». وذكر فيلتمان أنه أثار هذا الموضوع مع نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يمارس بموجب الدستور صلاحيات الرئيس في غيابه، مشيراً إلى ان التحديات الماثلة في اليمن تتطلب توافق جميع الأطراف السياسية. وطالب أطراف العملية السياسية في اليمن بـ«العمل للاتفاق في ما بينهم لنقل السلطة سلمياً بأسرع ما يمكن»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الأمور لن تصل إلى حد تدخل مجلس الأمن لحل الأزمة اليمنية.
وقال فيلتمان، في مؤتمر صحافي بصنعاء، «أعلم ان أعضاء مجلس الأمن يدركون مسؤولياتهم ويعرفون أن هذه تعتبر إحدى أهم قضاياهم العالقة، لكني أعلم يقيناً انه إذا بدأتم (اليمنيون) بانتقال سلمي للسلطة فإنكم سترسلون إشارات جيدة نحو مجلس الأمن». وعن صحة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قال «بالنسبة الى بقائه في الرياض، نعتقد أن الرئيس سيتخذ القرار المناسب الذي يضع فيه مصالح اليمن كأولوية وفوق أي اعتبار».
أما رغبة فيلتمان بمقابلة مجموعة من شباب الثورة اليمنية من أجل إكمال دائرة اللقاءات التي قام بها في صنعاء مع مسؤولين في السلطة والمعارضة فلم تتحقق، إذ رفض شباب الثورة اللقاء به، وأعلنوا في بيان صادر عن اللجنة التنظيمية لثورة الشباب موقفهم الرافض لأي مشاركة في أي لقاءات يقوم بها فيلتمان.
ويمكن النظر الى موقف الشباب من زيارة فيلتمان باعتباره متناسقاً مع رؤيتهم منذ الأيام الأولى من عمر ثورتهم، وموقف الإدارة الأميركية منها وعدم استجابتها لمطالب الثوار بعقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة انتهاكات حقوق الإنسان والوقوف ضد الجرائم الجسيمة التي ارتكبها نظام علي صالح ضد الشباب المعتصمين سلمياً، إضافة إلى عدم تجميد أمواله وأقاربه.
وقال محمد الموصلي، أحد شباب الثورة الموجودين في ساحة التغيير، «إن زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لليمن معناها أن الدور الاميركي الجديد في اليمن بدأ يعلن عن نفسه صراحة، وأن البلاد في الفترة المقبلة ستكون تحت إشراف أميركي مباشر، وأن الملف اليمني قد صار في عهدة فيلتمان».
وأكد الموصلي «أن موقف الشباب الرافض لمقابلته إنما يأتي في سياق احترام دماء الشهداء الذين سقطوا بأسلحة أميركية مقدمة من الإدارة الأميركية لمكافحة الإرهاب في اليمن، لكن قيادات الأمن اليمنية الواقعة تحت سيطرة نجل الرئيس وأبناء شقيقه، استخدمت تلك الأسلحة في قتل الشباب المعتصمين».



صالح يلتقي الأرياني

انفجار القصر شحنة ناسفة!



أعلنت السلطات اليمنية أمس أن الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتلقّى العلاج في السعودية، إلى جانب عدد من كبار مسؤولي الدولة جرّاء إصابتهم في الانفجار الذي تعرض له مسجد الرئاسة في الثالث من الشهر الحالي، التقى بمستشاره الخاص الدكتور عبد الكريم الأرياني. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن الرئيس صالح استقبل في الرياض مستشاره الدكتور عبد الكريم الأرياني، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل عن اللقاء، غير أن الارياني أكد أن صحة الرئيس صالح جيدة، وفي تحسن مستمر. في غضون ذلك، أعلن دبلوماسي غربي أن الرئيس اليمني لن يعود على الأرجح إلى اليمن قريباً، معرباً عن اعتقاده بأن «جروحه خطرة». وقال الدبلوماسي لرويترز «نعتقد أن جروحه خطرة. لن يأتي في الأيام المقبلة، لن يعود (إلى بلده) قريباً». من جهة ثانية، أوضح الدبلوماسي أن التحقيق الأوّلي أظهر أن الانفجار الذي استهدف صالح نتج من شحنة من مادة تي. ان. تي. زرعت في المسجد الذي كان يصلي فيه، وأنه «جرى اكتشاف وتفكيك عدة عبوات لم تنفجر»، فيما أكد مصدر أمني يمني أنه عُثر بالفعل على 6 عبوات أخرى، 5 منها داخل المسجد وسادسة في الخارج.
(رويترز، أ ف ب)

















نجاة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية

نجا اللواء مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية من محاولة اغتيال نفذها مجهولون أمس في مدينة عدن. ونقل موقع «المصدر اون لاين» عن مصدر أمني مطلع «أن مسلحين يستقلون سيارة نصبوا كميناً لموكب محدود لقائد المنطقة العسكرية الجنوبية أثناء مروره بمنطقة العريش على الخط الساحلي بمدينة عدن، وأطلقوا صاروخاً من نوع (لو) نحوه، غير أنه أخطأ هدفه». وأكد المصدر عدم إصابة مقولة، المحسوب على الرئيس علي عبد الله صالح بأي أذى، غير أن أفراد حراسته والمسلحين الذين نفذوا الهجوم تبادلوا إطلاق الرصاص بعد ذلك، من دون أن يتضح على الفور سقوط أي ضحايا. وقال إن المسلحين الذين لم يُكشف عن هويتهم لاذوا بالفرار، وإن عملية مطاردة تجري في محاولة للقبض عليهم. ويأتي الحادث بعد يوم واحد من وقوع تمرد عسكري في أحد الألوية التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية في عدن.
(يو بي آي)