تواصلت أمس ردود الفعل الدولية المرحبة بالاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين شريكي الحكم في السودان، لتحويل منطقة أبيي المتنازع عليها إلى منطقة منزوعة السلاح، في الوقت الذي دافعت فيه الصين عن حقها في استضافة الرئيس السوداني، عمر البشير، الملاحق من المحكمة الجنائية الدولية.ورأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن الاتفاق الذي وقعه شمال السودان وجنوبه لجعل منطقة أبيي المتنازع عليها منزوعة السلاح هو «خطوة أولى مهمة»، منبهةً إلى أن الاختبار الحقيقي للطرفين سيكون بتنفيذ جميع البنود (المتعلقة بهذا الاتفاق) خلال الأيام المقبلة»، ولا سيما بعدما أكدت القوات المسلحة السودانية الأسبوع الماضي رغبتها في البقاء بمنطقة أبيي، نافية في حينه الأنباء التي تحدثت عن التوصل إلى اتفاق بشأن المنطقة.
كذلك شددت كلينتون على رغبة الإدارة الأميركية في العمل «مع مجلس الأمن الدولي على استصدار قرار لنشر قوة فصل دولية من جنود إثيوبيين سريعاً»، مؤكدةً أنّ «على جميع الأفرقاء أن يحترموا التزاماتهم، وأن يسحبوا قواتهم العسكرية وأن يسمحوا بعودة النازحين الذين قدرت الأمم المتحدة عددهم بقرابة 75 ألف شخص».
وينص الاتفاق الموقع بين جيشي الجنوب والشمال، الذي يأتي قبل أسابيع من الإعلان الرسمي لاستقلال جنوب السودان في التاسع من تموز على انسحاب القوات السودانية من أبيي وجعلها منزوعة السلاح، على أن ينتشر فيها العناصر الإثيوبيون في قوة الأمم المتحدة. ونص الاتفاق على تأليف إدارة جديدة لأبيي وحصر مهماتها في مجال تقديم الخدمات لمواطني المنطقة، بجانب تكوين لجنة عليا مشتركة بين الحكومة والحركة توافقياً، تضم عضواً من الاتحاد الأفريقي بصفة مراقب لا يملك حق التصويت، فضلاً عن «إنشاء شرطة مجتمعية تشرف عليها القوات الإثيوبية، على أن تستمر وضعية المنطقة لما عليه، باعتبار أن منطقة أبيي شمالية إلى حين إجراء الاستفتاء للمنطقة، أو التوصل إلى معالجة الوضع في أبيي حسب اتفاق بين الطرفين».
في غضون ذلك، أكد والي ولاية جنوب كردفان، أحمد محمد هارون، أمس، أن القوات المسلحة بسطت سيطرتها على المنطقة و«تقوم الآن بعمليات تمشيط واسعة والتعامل مع باقي جيوب التمرد». وفي حوار مع «وكالة السودان للأنباء»، أوضح أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها باستقرار خدمات الكهرباء والمياه وممارسة الأسواق لنشاطها والأعمال التجارية، وبدأت حركة عودة السكان الذين هجروا مساكنهم، مشيراً إلى أن كادوقلي الآن تستعيد عافيتها بنحو متسارع وقوي، وذلك بعد يوم واحد من اتهام وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين المقاتلين المناهضين للحكومة بمحاولة جعل ولاية جنوب كردفان على الحدود مع الجنوب «بنغازي ثانية»، وقال إن الجيش يواصل جهوده لتطهير المنطقة.
من جهةٍ ثانية، رفضت الصين أمس الانتقادات الأميركية بشأن زيارة متوقعة الأسبوع المقبل للرئيس السوداني عمر البشير لبكين، مشيرةً إلى أنها غير ملزمة بتسليمه على خلفية مذكرتي التوقيف الصادرتين بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية وإبادة في منطقة دارفور، غرب السودان. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «أن الصين ليست عضواً في نظام روما (الذي يحدد قواعد عمل) المحكمة الجنائية الدولية وتحتفظ برأيها في إجراء المحكمة الجنائية الدولية بحق البشير».
(الأخبار، أ ف ب)