مخيم اليرموك | تبدو الأيام عادية مشبعة بالروتين في ما بات يطلق عليه أخيراً اسم «ساحة العلم» وسط الشارع الرئيسي لمخيم اليرموك. بائعا اللعب والفول النابت يحتلان ركنيهما الثابتين تقريباً، في مقدمته، وتخلو الساحة إلا من مصلي «جامع الوسيم»، القادمين لصلاة المغرب أو المغادرين منها، أو من بعض سكان «المستوطنة»، وهو الاسم الذي أطلقه ابناء المخيم على الأبنية الحديثة التي شيدتها الحكومة السورية  قبل نحو 12 عاماً للمنذرين بالهدم في مناطق العشوائيات، بسبب ألوانها البيضاء والقرميدية المميزة.أعلى القوس الحديدية التي تنتصب في مقدمة تلك الفسحة التي باتت ملاذاً لأنشطة مختلف الفصائل الفلسطينية والتجمعات الشبابية المؤيدة أو المناهضة لها في آن، ومنذ بداية انتفاضة الأقصى قبل عقد ونيف،

يرتفع علمٌ أحمر قديم، انتصب الى جانبه منذ فترة علم أخضر جديد. وبعد الأحمر وقبله يذكر سميح حميد ارتفاع علمٍ أصفر «اغتيل في عتمة ليلة ما مع شقيقه العلم الأسود»، وهو سيرقب هبوط الأحمر أو الأخضر أو كليهما معاً لصالح الأبيض أو الأصفر أو الأسود عندما يحين موعد احتفال فصيل فلسطيني بميلاد تأسيسه.
حمزة أبو خرج يرى أن «أهمية ساحة العلم أو ما كان يطلق عليه اسم ساحة خليل الوزير، أو ما أطلق عليه قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية ساحة جامع الوسيم، تأتي من كونها المتنفس الوحيد في مخيم يتميز بالكثافة السكانية الأعلى بين مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لأي نشاط عام».
فيما يرى قاسم أن «قيمة الساحة تنبع من جامع الوسيم نفسه الذي يحتضن فسحتها كأنها فناؤه الأمامي، والذي تحول مع بداية انتفاضة الأقصى مركزاً لانطلاق المسيرات المؤيدة لشعبنا في الضفة والقطاع، سارقاً الأضواء من شارعي المدارس ولوبية».
على أي حال، يرى مؤيد جلبوط أن «الفسحة أو الفناء أو الساحة التي صارت معلماً رئيسياً من معالم المخيم لم تأخذ اسم «ساحة العلم» من علم فلسطين، الذي يتخيله من لا يعرف المكان، او البريء الساذج غير المتابع ميدانيا لما يحصل على الساحة الفلسطينية، يرفرف هناك عالياً شامخاً رمزاً لوحدة الفلسطينيين، كل الفلسطينيين. فالمفارقة أن الساحة تتزين بأربعة ألوان العلم الوطني، لكن.. متفرقة، تماما كما هي حال الساحة السياسية الفلسطينية التي تتقاسمها الألوان الأربعة، في أربعة فصول السنة أو نحوها دون قدرة على مزجها أو توحيد طيفها».