بعد عودة الحرارة إلى خط الاتصالات التركية ـــــ السورية، في أعقاب اتصال الرئيس السوري بشار الأسد برئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان لتهنئته بفوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية، جاءت زيارة معاون الرئيس السوري، حسن توركماني، أنقرة بهدف التباحث في التطورات السورية، لتشير إلى رغبة سوريا في مواصلة الانخراط مع تركيا رغم التباين الذي اتسمت به مواقف البلدين نتيجة الأزمة السورية، بعدما اتخذت أنقرة مواقف أيدت فيها حق معارضي النظام في المطالبة بحقوقهم ودعت السلطات السورية إلى التسريع في عملية الإصلاح السياسي.
ورأى معاون نائب الرئيس السوري، حسن توركماني، أن زيارته لتركيا كانت مهمة وإيجابية جداً، وأعادت تأكيد الثقة المتبادلة بين القيادتين في البلدين الصديقين، والرغبة الجادة في العمل والتنسيق والتشاور المشترك.
وفيما أكد توركماني، في حديث للتلفزيون السوري، أن اللقاء مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «كان فرصة لعرض شفاف لكل ما جرى في سوريا من أحداث، ولوضع الإخوة الأتراك في صورة الحقائق»، لفت إلى أنه «عرض لكل الجهود المبذولة في سوريا، وخاصة مشروع الإصلاح المتكامل الذي يقوده الرئيس الأسد والذي أصبح ناضجاً، ونُفِّذت خطوات منه وسيستكمل الباقي قريباً»، مشيراً إلى «تأييد أردوغان لهذا المشروع ومضامينه، وتسريع وتيرته وتنفيذه؛ لأن في ذلك قوة لسوريا واستقراراً لها».
كذلك اوضح توركماني أنه «استمع إلى أفكار أردوغان وتوجهاته، وما لديه من أفكار في كيفية التعامل مع الأطراف في سوريا، وكذلك دعمه لمشروع الإصلاح»، مؤكداً أن الحكومة التركية «ستدعم هذا المشروع؛ لأنه يساهم مساهمة فعالة في استقرار سوريا والمنطقة»، مضيفاً أن أردوغان «حمّله رسالة تحية ومحبة للأسد».
أما عن المباحثات التي اجراها مع وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، فأشار توركماني إلى انهما تبادلا الأفكار في الجهود المبذولة من الحكومة التركية على الساحة الدولية، لتوضيح الموقف السوري ومضامين المشروع الإصلاحي للأسد. وأضاف إن «المشروع الإصلاحي سيستكمل في القريب بكل خطواته التي ستكون بالتأكيد معبرة عن مطالب الشعب السوري واحتياجاته في المرحلة الراهنة ببناء مستقبل سوريا»، لافتاً إلى أن «مشروع الإصلاح متكامل ولا يشمل الاقتصاد والمجتمع والسياسة فقط، بل سيطول قوانين الانتخابات والأحزاب والإعلام». كذلك أكد توركماني أنه «وجد تفهماً ودعماً لهذه الأفكار وهذا المشروع، والقيادة في تركيا تعمل بكل جهدها لتساعد سوريا بكل ما تريد من أجل التنفيذ»، فيما أكد داوود أوغلو أن «تركيا لديها رسالة واضحة لسوريا، نعتقد أن عملية إصلاح شاملة تتضمن تنفيذ التزامات الأسد يجب أن تطبق من أجل سوريا مستقرة ومزدهرة، لكن أولاً يجب أن يتوقف العنف هناك».
وفي إشارة إلى أن الأتراك قد بدأوا بالفعل القيام بدور ما على الساحة الدولية والعربية، كان لافتاً اعلان وكالة أنباء الأناصول أن رئيس الحكومة التركية ناقش التطورات في المنطقة مع عدد من زعماء المنطقة بينهم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إلى جانب رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» خالد مشعل، رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي الذي تبادل الآراء معه حول التطورات في سوريا.
وتأتي اتصالات اردوغان في وقت اصدرت فيه وزارة الخارجية التركية بياناً في ختام اجتماع ترأسه وزير الخارجية التركي لسفراء تركيا في الشرق الأوسط وعدد من دول العالم والمنظمات الدولية، رأت فيه أن عملية التحوّل السلمي في المنطقة مهمة بنحو حيوي للسلام والأمن الإقليميين، معلنةً عزمها على زيادة التعاون وتسريع التنسيق والتشاور مع دول المنطقة.
في غضون ذلك، أعلن مصدر رسمي تركي امس ارتفاع عدد السوريين الذين لجأوا إلى تركيا إلى 9700 شخص بعد وصول أكثر من ألف شخص في الساعات الـ24 الماضية. وقالت السلطات إنهم يمنحون ثلاث وجبات يومياً ومياهاً ساخنة للاجئين على مدار الساعة في المخيمات المزودة بأجهزة من بينها غسالات وتلفزيونات، فيما زارت سفيرة النوايا الحسنة لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين نجمة هوليوود أنجلينا جولي اللاجئين السوريين للوقوف على اوضاعهم.
(يو بي آي، أ ف ب)