فعلتها السعوديات. كسرن الحواجز الذكورية، وتولين زمام قيادة السيارة بأنفسهن. وبعدما أنهين المهمة، زففن الخبر السعيد على المواقع الإلكترونية، حيث أُعلن التمرّد وقرّرن الخروج في تظاهرة لقيادة السيارات، وإن كنّ متفرقات.وقال الكاتب توفيق السيف على صفحته في موقع «تويتر»: «لقد عدنا للتو من السوبرماركت بعدما قررت زوجتي بدء نهارها بالقيادة إلى هناك ذهاباً وإياباً». كذلك فعل محمد القحطاني رئيس الجمعية السعودية للحقوق المدنية والسياسية، كاتباً على صفحته في الموقع ذاته: «لقد عدت برفقة زوجتي مهى من جولة استغرقت 45 دقيقة قادت خلالها السيارة في شوارع الرياض».
وأخبرت النسوة حكاياتهن أيضاً، فقالت مهى: «قدت السيارة في طريق الملك فهد وشارع العليا برفقة زوجي. لقد قررت أن السيارة ستكون لي اليوم». فيما تابع زوجها، قائلاً إن «مهى جلبت معها أغراضها الضرورية استعداداً لسجنها من دون خوف». هؤلاء نسوة قدن سياراتهن تلبية لدعوة نظمتها ناشطات على مواقع «فايسبوك» و«تويتر» للنساء اللواتي بحوزتهن رخص قيادة أجنبية إلى التحرك على نحو منفرد خلافاً لما حدث عام 1990، عندما قادت النساء السيارات على نحو جماعي، ما أدى إلى توقيفهن.
ووضعت امراة على الإنترنت شريط فيديو يظهرها أثناء قيادتها السيارة في وقت متأخر من ليل أمس، كأول من يتجاوب مع الحملة. وقادت المرأة المنقبة السيارة في طرق شبه خالية قبل أن تتوقف أمام سوبر ماركت. وقالت: «كل ما نحن بحاجة إليه هو تدبير أمورنا من دون انتظار السائق. أعتقد أن المجتمع بات يتقبلنا». وكتبت أخرى «اليوم هو يوم عظيم». وحتى ساعات متأخرة أمس، كانت النسوة يكتبن على «تويتر» تجاربهن، وتلقين تشجيعاً من رجال ونساء للخروج وقيادة السيارة والإخبار عن تجاربهن. ولم تذكر أي مواقع تسجيل حوادث اعتقال بحقهن. وقال شهود على «تويتر» إن السلطات لم تعتقل أياً من النساء الـ21 اللواتي قدن سياراتهن أمس.
ونتيجة عدم تسجيل أي حالة اعتقال، توالت الدعوات طوال ساعات أمس لتحريض النسوة على كسر حاجز الرهبة والخوف والقيادة في الطرقات العامة. لكن أبدى كثيرون تشاؤمهم من احتمال حصول ذلك اليوم. لكن الناشطة السعودية وجيهة الحويدر بدت متشائمة، وقالت إنها «لا تتوقع خروج عدد كبير من النساء كما يتوقع المؤيدون لذلك في الخارج، نظراً إلى الرد القاسي من جانب السلطات بحق النساء اللواتي تولين قيادة السيارة في الأسابيع الماضية». وأضافت: «لا أتوقع الكثير كما يتخيل الناس في الخارج»، مؤكدةً أن «سجن الناشطة منال الشريف وغيرها بث الخوف في قلوبهم».
وأُفرج عن الشريف (32 عاماً) في نهاية أيار، بعد أسبوعين من الاعتقال بعدما قادت سيارتها وبثت شريطاً مصوراً على موقع يوتيوب تظهر فيه وهي تقود. كذلك، اعتقلت الخميس الماضي ست سعوديات لفترة وجيزة في الرياض عندما كن يتدربن على القيادة في مكان ناء. وذكرت حملة «ويمن تو درايف»، التي بدأت قبل شهرين، على موقعها الاجتماعي «فايسبوك» أن حملتها ستستمر حتى صدور «مرسوم ملكي يسمح للمرأة بقيادة السيارة».
(الأخبار، أ ف ب)