يتجه الاتحاد الأوروبي إلى تشديد العقوبات المفروضة على النظام السوري، في وقت تتمسك فيه روسيا بموقفها الداعم لسوريا في إجراءاتها للحفاظ على أمنها. وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال مؤتمر صحافي بعد إجرائه محادثات في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن «فرنسا، بالتعاون مع ألمانيا، تدعو إلى تشديد العقوبات على السلطات السورية التي تقوم بأعمال لا يمكن السكوت عنها وغير مقبولة، وأعمال قمع ضد الشعب (السوري)». من جهتها، أوضحت ميركل، بعد المحادثات، أنهما سيضغطان على روسيا حتى تؤيّد مشروع قرار يدين سوريا وضعته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال. وقالت «أعتقد أن هناك وعياً بأن القوة تستخدم ضد الشعب بطريقة غير مقبولة. ولذلك كل منا سيتحدث إلى روسيا بطريقته (لضمان) تحقيق النجاح».
في غضون ذلك، توالت التسريبات الدبلوماسية عن العقوبات التي يسعى الاتحاد الأوروربي إلى فرضها على سوريا بالتزامن مع تجديد الدعوة إليها للمضي قدماً في الإصلاح وإتاحة الفرصة لمراقبين أجانب لدخول البلاد. وفيما أكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، بيرنار فاليرو، أن العقوبات قد تستهدف الشركات والمصارف مع احتمال إضافة أسماء إلى العقوبات المفروضة على بعض الشخصيات السورية، تحدث دبلوماسي غربي لوكالة «فرانس برس» عن أن الأفراد والشركات مترابطون، والاتحاد الأوروبي يستهدف «12 شخصاً قد يكونون يتموّلون من خلال شركات»، مشيراً إلى أن الدول الـ27 ستتفق أولاً على الأفراد ثم «تتبع» الشركات التي يسيطرون عليها.
في موازاة ذلك، أوضح دبلوماسي أوروبي آخر، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يعتزمون إصدار بيان بشأن سوريا يدعون فيه الرئيس السوري بشار الأسد إلى العمل على تغيير الوضع هناك عبر الحوار السياسي الشامل وتطبيق إصلاحات سياسية، مؤكداً أن تغيير الوضع في سوريا يعني رفع الحصار عن عدد من المدن السورية، بما فيها درعا وجسر الشغور، وإطلاق الذين اعتُقلوا أثناء التظاهرات، فيما قالت مصادر دبلوماسية إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيدعون كذلك سوريا إلى إتاحة «دخول فوري لأي مساعدة إنسانية، وأيضاً لمراقبين دوليين في مجال حقوق الإنسان، وبالطبع وسائل الإعلام المستقلة».
في غضون ذلك، استمرت المواقف الروسية الداعمة للنظام السوري. وفيما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن بلادها تعزز الاتصالات مع السوريين، داخل بلادهم وخارجها، ممن يسعون إلى إحداث تغيير سياسي في سوريا، شدد المندوب الدائم لروسيا لدى حلف شمالي الأطلسي، ديمتري روجوزين، على أن موسكو لن تسمح بفرض مزيد من العقوبات على سوريا مثل التي فرضت على ليبيا. وقال في تصريح لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إن ما فرض على الرئيس السورى بشار الأسد من عقوبات كاف، حتى لا يتجاوز حدود الدفاع عن جنوده في إجراءاته للحفاظ على بلاده، معرباً عن أمله بوقف إراقة الدماء.
أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فدعا من ساو باولو «الرئيس (بشار) الأسد والسلطات السورية إلى وقف قتل الناس والدخول في حوار شامل واتخاذ تدابير جريئة قبل فوات الأوان»، مشيراً إلى أنه يبحث عن «موقف متجانس» من سوريا بين الدول الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن الدولي.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)