من جديد عاد المتظاهرون السوريون إلى الشوارع، إحياءً لجمعة «الشيخ صالح العلي»، معلنين تمسكهم بمواصلة احتجاجاتهم، بعدما فشلت سلسلة الاصلاحات التي اتخذها النظام منذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة له في تهدئة الشارع، الذي شهد امس سقوط المزيد من القتلى سواء من المحتجين أو من عناصر الشرطة. وأعلنت جماعة لجان التنسيق المحلية في بيان نقلته وكالة «فرانس برس» أن قوات الامن قتلت بالرصاص 19 محتجاً، بينهم أول محتج يسقط في حلب، ثانية اكبر مدن سوريا، التي كانت حتى وقت قريب قد خلت الى حد كبير من الاحتجاجات باستثناء تظاهرات شهدها الحرم الجامعي في المدينة.

لكن شهود عيان أكدوا لوكالة «يو بي آي» عدم سقوط أي قتيل في حلب.
من جهة ثانية، تحدث رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، عمار القربي، عن مقتل 8 محتجين في حمص، وعن سقوط ثلاثة قتلى في ريف دمشق، التي اتسعت فيها رقعة التظاهرات التي خرجت في الميدان وركن الدين والقابون والحجر الأسود وبلدات عرطوز والمعضمية وداريا والكسوة وعربية ودوما وبرزة والزبداني. وذكر ناشطون آخرون فضّلوا عدم الكشف عن هويتهم أن «شخصين قتلا في داعل (ريف درعا، جنوب البلاد) كما قتل شخص في دوما (بريف دمشق)»، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن «هناك عدداً من الجرحى بينهم خمسة في حالة خطرة»، فيما أفاد شهود ومقيمون لوكالة «رويترز» أن قوات الأمن السورية قتلت اثنين من المتظاهرين بالرصاص في دير الزور شرق سوريا اثناء تمزيقهما صوراً للرئيس بشار الأسد.
كذلك ذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة «فرانس برس» أن رجال الأمن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في مدينة بانياس الساحلية (غرب) مما ادى الى «اصابات» بين المتظاهرين. من جهة ثانية، ذكر الناشط الحقوقي عبد الله الخليل للوكالة ان «نحو 2500 شخص خرجوا للتظاهر في مدينة الطبقة المجاورة لمدينة الرقة (شمال) من جامع الحمزة باتجاه الشارع الرئيسي الى الدوار». وأكد الناشط ان قوات «الامن لم تتعرض للمتظاهرين».
وذكر الناشط الحقوقي حسن برو أن «اكثر من ثلاثة آلاف شخص خرجوا للتظاهر في عامودا»، لافتاً إلى أن المتظاهرين «رفعوا لافتات تطالب بالاعتراف الدستوري للشعب الكردي، بالاضافة الى رفض الحوار مع الدبابات». كذلك تحدث عن خروج «اربعة آلاف شخص في القامشلي (شمال غرب)»، مشيراً إلى أن القيادي في حزب يكيتي المحظور حسن صالح القى كلمة في نهاية التظاهرة أكد فيها «أن التغيير لا بد منه وأن الحوار هو السبيل الوحيد الذي يخرج سوريا من الأزمة». وتحدث برو عن «قيام تظاهرة في راس العين (80 كلم شمالي الحسكة، شمال شرق) شارك فيها 1500 شخص»، مشيراً الى «ان ما ميز هذه التظاهرة مشاركة العرب والشيشان الى جانب الأكراد».
بدوره، اشار رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان رديف مصطفى إلى أن «الجديد في تظاهرة القامشلي هو مشاركة رجال من عشيرتي طي وشمر بالاضافة الى لجنة وحدة الشيوعيين». كذلك شهدت مدينة البوكمال على الحدود السورية ـــــ العراقية تظاهرة شارك فيها آلاف من أبناء المدينة مرددين شعارات تطالب بالحرية وإسقاط النظام، وفك الحصار عن درعا ورفض العمليات التي تقوم بها القوات الحكومية في جسر الشغور.
من جهة ثانية، افاد مراسل موقع «سيريا نيوز» بأن حي الميدان وسط العاصمة دمشق شهد تظاهرة عقب صلاة الجمعة تصدت لها قوات مكافحة الشغب، بينما تجمع العشرات من مؤيدي الرئيس بشار الأسد أمام جامع الحسن لمنع خروج تظاهرة كما جرت العادة. كذلك أفاد عن خروج تظاهرة في ادلب مؤيدة للنظام.
في غضون ذلك، لم يمنع دخول الجيش السوري إلى معرة النعمان استكمالاً لحملة الاعتقالات التي يشنها على «العصابات المصلحة» تجمع نحو 2000 شخص في ريف المنطقة، والاتجاه الى المعرة، فيما أشار عمر ادلب من لجان التنسيق المحلية لوكالة «اسوشييتد برس» إلى ان السلطات أحكمت سيطرتها على المدينة. أما وكالة الأنباء السورية «سانا» فأشارت الى قيام «تجمعات محدودة في عدد من المدن السورية». الا أنها قدمت رواية مختلفة للاصابات التي شهدتها هذه المناطق. وذكرت وكالة الانباء ان «ثلاثة من عناصر الشرطة اصيبوا باطلاق نار مسلحين في حي القابون» الواقع في العاصمة السورية، كذلك تحدثت «سانا» عن أن أحد عناصر الجيش السوري قتل وأصيب أكثر من 26 آخرين، بينهم ضابطان، برصاص مسلحين في حمص، وسط البلاد، مشيرة الى وجود «مخربين يقطعون الطريق ويحرقون الاطارات في حي القرابيص في المدينة، ومخربين آخرين يعتدون على سيارات الاهالي في حي الخالدية»، كذلك ذكرت الوكالة أن ضابطين وأربعة عناصر أصيبوا في هجوم شنه «مسلحون على رحبة قيادة المنطقة في دير الزور». وأعلنت الوكالة «اصابة عدد من عناصر الشرطة برصاص مسلحين في حي الحشيش بحمص (وسط)». وقالت الوكالة إن «مسلحين يهاجمون رحبة قيادة المنطقة في دير الزور».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أب)