مندوب مدفيديف يلتقي القذافي في طرابلس... وموسكو وبكين قلقتان

يبدو أن الدول الغربية تتجه اليوم نحو توظيف لعبة القبائل في خططها لحل الأزمة الليبية، حيث تستقبل روما الأسبوع المقبل ممثلين عن القبائل الليبية في مؤتمر يتعلق بالأزمة الحاصلة في الهضبة الأفريقية
أكد سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، استعداد فريق القذافي لإجراء انتخابات «في غضون ثلاثة أشهر» في ليبيا تحت إشراف مراقبين دوليين، فيما أعلن وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، أن «اجتماعاً موسعاً» يضم جميع زعماء القبائل، وممثلي المجتمع المدني في ليبيا سيعقد في روما «الأسبوع المقبل على الأرجح».
وقال فراتيني في مقابلة تلفزيونية مع قناة راي اونو ان «ما بين 200 و300 شخص» سيشاركون في هذه الجمعية و«سيمثلون فعلاً ليبيا برمتها». وأعلن أيضاً التوقيع على «اتفاقية تعاون» حول الهجرة مع المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين ضد نظام العقيد معمر القذافي. وأشار الى ان هذه الاتفاقية ترمي الى «التحذير ومكافحة تدفق المهاجرين غير الشرعيين، بما في ذلك اشكالية اعادتهم الى ديارهم»، موضحاً أن مفوضية اللاجئين في الامم المتحدة تشارك في هذه الاتفاقية. وأضاف ان المجلس الوطني الانتقالي يلتزم «ابتداءً من اليوم اعادة المهاجرين غير الشرعيين، ويظهر تصميم ليبيا على ابقاء تعاونها مع ايطاليا».
وفي طرابلس، أعلن سيف الاسلام القذافي في مقابلة نشرتها صحيفة «كورييرا ديلا سيرا» اليومية أمس، «يمكن اجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر أو في موعد أقصاه نهاية السنة، والضمانة لشفافيتها يمكن ان تكون حضور مراقبين دوليين». وأضاف «لا نضع شروطاً على أحد من المراقبين. نوافق على الاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي والامم المتحدة وحتى الحلف الأطلسي، فالمهم هو ان تكون الانتخابات نظيفة والا تكون هناك شبهات حول حصول فوضى». وأوضح ان من «الضروري وضع آلية» لضمان سلامة قادة المعارضة في هذه الانتخابات.
من جهة ثانية، أعربت روسيا والصين عن قلقهما بشأن الوضع في ليبيا وحثتا على التمسك الصارم بقرارات مجلس الأمن الدولي. وجاء التحذير الموجه للغرب من عضوي مجلس الأمن الدائمين في اعلان مشترك وقعه الرئيس الصيني هو جين تاو، ونظيره الروسي ديميتري مدفيديف، في موسكو أمس.
في هذه الأثناء، أجرى مبعوث روسيا لدى ليبيا، ميخائيل مارغيلوف محادثات مع المسؤولين في حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي، في العاصمة الليبية طرابلس.
من ناحية ثانية، تعهد الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، إكمال مهمة الحلف في ليبيا، وحذّر من أن التفاوت المستمر في الإنفاق الدفاعي الأميركي ـــــ الأوروبي قد يؤدي إلى بروز تحالف ثنائي، يجعل من الصعب على القوات الأميركية والأوروبية القتال بفاعلية جنباً إلى جنب.
وقال راسموسن في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» أمس «إن حلف الأطلسي على استعداد لمواصلة المهمة في ليبيا مهما تطلب الأمر، لإنجازها بهدف حماية المدنيين، وإجبار العقيد معمر القذافي على التخلي عن منصبه في نهاية المطاف»، لكنه اعترف بأن هناك قلقاً بشأن استمرار عمليات القصف لكونها محصورة في عدد قليل من أعضاء الحلف. وأضاف «إن قيام ثماني دول فقط من أصل 28 أعضاء في الأطلسي بتنفيذ الغارات الجوية مسألة مثيرة للقلق، وإذا أردنا ضمان استدامة طويلة الأجل للعملية يجب علينا توسيع نطاق الدعم». وحذّر من أن التفاوت الكبير في الإنفاق الدفاعي الأميركي ـــــ الأوروبي قد يؤدي إلى إضعاف قدرات الأطلسي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة كانت تغطي نصف النفقات الدفاعية للحلف قبل عشر سنوات، لكنها تغطي 75 في المئة من هذه النفقات الآن.
وأمل راسموسن أن تبادر الدول الأوروبية الأعضاء في الأطلسي إلى زيادة مساهماتها في الإنفاق الدفاعي في الحلف، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تحركت لتوفير المزيد من الذخيرة للحملة في ليبيا على المدى القصير، في وجه الامدادات المتناقصة من حلفائها الأوروبيين.
وفيما تقدمت قوات المعارضة المسلحة الى مسافة نحو 150 كيلومتراً جنوبي غربي طرابلس، أول من أمس، أبلغ البيت الأبيض الكونغرس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يملك السلطة القانونية للمضي قدماً في مشاركة القوات الأميركية في العمليات العسكرية في ليبيا. وكشف تقرير للبيت الأبيض إلى الكونغرس أذيع أول من أمس، أن تكلفة العمليات العسكرية والمساعدات الإنسانية الأميركية في ليبيا بلغت 716 مليون دولار حتى الثالث من حزيران. ومن المتوقع أن تصل إلى 1.1 مليار دولار بحلول 30 من أيلول.
ميدانياً، زحفت قوات المعارضة الليبية المسلحة في عمق المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية منطلقة من قاعدتها في منطقة الجبل الغربي، حيث سيطرت على قريتين كانت قوات القذافي تستخدمهما لقصف بلدات تسيطر عليها المعارضة. وقال متحدث باسم المعارضة يدعى عبد الرحمن في بلدة الزنتان لرويترز «الثوار يسيطرون الآن على زاوية البابور والعوينية بعدما انسحبت القوات الموالية للقذافي هذا الصباح من القريتين».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)