في ظل استمرار التشاؤم حول القدرة على إعادة إحياء المبادرة الخليجية و أي مبادرة أخرى لضمان الانتقال السلمي للسلطة، تهيمن حالة الغموض على الوضع في اليمن. فلا المعارضة قادرة على إقناع نائب الرئيس بتخطي اقارب الرئيس اليمني والمضي قدماً في عملية انتقال السلطة، ولا الضغوط الخليجية قادرة على استغلال وجود صالح في السعودية لتلقي العلاج بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها، لإقناعه بالتنازل عن الحكم في مقابل ضمانات تؤمن له خروجاً آمناً، بعيداً عن شبح المحاكمة التي يطالب بها شباب الثورة اليمنية. حالة العجز هذه انعكست توتراً على اللقاء الذي جمع السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فيرستاين مع المعارضة اليمنية «اللقاء المشترك»، أول من أمس، وفقاً لما أوضحته صحيفة «الأولى» في عددها الصادر أمس. ونقلت الصحيفة عن مصادر حضرت اللقاء أن السفير أبلغ المعارضة بضرورة «التحرك» وعدم انتظار عودة الرئيس من السعودية، لأن «كل يوم يمر يشهد المزيد من التدهور» على المستويات الأمنية والاقتصادية، مشيرا بنحو خاص إلى محافظة أبين التي قال إنها أصبحت تحت سيطرة «القاعدة» التي تهدد بالانتقال إلى محافظة لحج. وأضافت أن اللقاء توترت أجواؤه، بحسب المصادر، بعد نشوب جدال ساخن بين فيرستاين والأمين العام للتنظيم الناصري، سلطان العتواني، الذي طلب من السفير الأميركي تحديد موقف بلاده أولاً بوضوح من الثورة ومطالبها في اليمن. ولمّح المعارض اليمني إلى «مواقف سلبية» و«متواطئة» من واشنطن في هذا السياق، وهو ما استفز فيرستاين الذي عاد ليقول إن بلاده لا تستطيع أن تفعل شيئاً، وإن الأمور الآن في اليمن مرتبطة ومعلقة بالرئيس، وبموافقته أو عدم موافقته على التنحي، قبل أن يستدرك بقوله «إن بلاده ستبذل جهوداً لدى السعودية لتقنع صالح بتوقيع المبادرة الخليجية».
هذه الأجواء انعسكت سريعاً على تصريحات العتواني، الذي خرج ليؤكد أن أي محاولة جديدة للوساطة ميتة من البداية، مشيراً إلى أنه كان من الأفضل لمجلس التعاون الخليجي أن يكون أكثر شجاعة ويحدد من الذي رفض مبادرته، وأوصل اليمن الى الوضع الذي هو عليه الآن.
من جة ثانية، اكد عضو اللجنة العليا للثورة الشعبية في ساحة التغيير في صنعاء، وسيم القرشي، في حديث مع صحيفة «عكاظ» أن لدى الشباب (اليمني) «خطة لتصعيد مسيراتهم اليومية إلى أماكن سيادية»، مشيراً إلى أن «الشباب يجرون مشاورات لإنشاء مجلس بديل إذا لم تؤلّف المعارضة، وبسرعة، مجلساً انتقالياً».
في هذه الأثناء، يبدو أن الخطة الأميركية للتوسع في استخدام طائرات من دون طيار في اليمن تواجه بعض التعثر. وغداة كشف مسؤولين اميركيين عن أن وكالة الاستخبارات المركزي «سي اي ايه» تحاول بناء قاعدة تؤمّن لها القدرة على الاستطلاع والهجوم في اليمن باستخدام الطائرات بدون طيار، أوضح مسؤول أن الأمر «قد يستغرق شهوراً لا أسابيع»، حتى يمكن استخدام هذه الطائرات في اليمن. وعلى صعيد متصل، اعتقلت السلطات اليمنية عشرة اشخاص يشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة في مدينة عدن كبرى مدن الجنوب. وأوضح مصدر أمني أنه «ضبط سبعة اشخاص يشتبه في انتمائهم الى القاعدة في حي الدرين بعد تسللهم من محافظة ابين، كما ضبط عدد من الاسلحة الرشاشة كانت بحوزتهم»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن اجهزة الأمن اعتقلت قبل يومين ثلاثة اشخاص «كانوا يحاولون زرع متفجرات» بجوار فندق فينسينا.
إلى ذلك، نفى الجنرال المتقاعد عبد الله فاضل التقارير التي تتحدث عن وقوع اشتباكات بين القوات الحكومية و«القاعدة» في منطقة أبين وعاصمتها زنجبار، موضحاً ان ما يقال ليس إلا محاولة من صالح للفت انتباه المجتمع الدولي والحصول على دعم.
( أ ف ب، رويترز، يو بي آي)