فيما تتصاعد الاشتباكات في ولاية جنوب كردفان، بعد إعلان الجيش السوداني مواجهة تمرد في المنطقة التي شهدت انتخابات الشهر الماضي انتهت إلى فوز مرشح حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم مقابل خسارة مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان، حثّ الرئيس الأميركي باراك أوباما الأطراف المتنازعة في السودان على وقف القتال الذي يهدد اتفاق السلام الشامل الموقّع عام 2005. ووجّه الرئيس الأميركي بياناً مسجّلاً، في وقت متأخر من أول من أمس، للتحدث مباشرة إلى القادة في شمال السودان وجنوبه بشأن القتال، قائلاً إنه «لا حلّ عسكرياً»، ومؤكداً أنه يجب «على قادة السودان تحمّل مسؤولياتهم، وعلى الحكومة أن تمنع المزيد من التصعيد في هذه الأزمة من خلال وقف العمليات العسكرية فوراً، وبينها القصف الجوي والإجلاءات القسرية وحملات التهريب». كذلك شدد الرئيس الأميركي على ضرورة «وقف العنف، والسماح بالانتقال الحر لعمال الإغاثة والإمدادات، وتنفيذ التزاماتهم بموجب اتفاق السلام الشامل، وحلّ مشاكلهم سلمياً».
ووجّه كلامه مباشرة إلى الزعماء السودانيين قائلاً «يجب أن تعرفوا أنكم إذا قمتم بواجباتكم واخترتم السلام، فإن الولايات المتحدة ستتخذ الخطوات التي وعدت بها من أجل علاقات طبيعية بين البلدين، غير أن من يختارون عدم الإيفاء بواجباتهم الدولية، سيواجهون المزيد من الضغط والعزلة وسيحاسبون على أعمالهم»، في إشارة إلى حكومة الخرطوم التي تواجه ضغوطاً دولية متزايدة منذ سيطرة قواتها على أبيي قبل أسابيع.
وفيما رأى أن المفاوضات الجارية في أديس أبابا تقدم المسار للسلام، يبدو أن الآمال التي عُلّقت على إعلان الشمال استعداده للانسحاب من أبيي، لمصلحة انتشار قوات تابعة للأمم المتحدة آتية من إثيوبيا، سرعان ما تبدّدت مع نفي مصدر عسكري رفيع للمركز السوداني للخدمات الصحافية صحة ما يشاع، مؤكداً أن «السيد رئيس الجمهورية قطع ببقاء القوات المسلحة في أبيي وعدم انسحابها ما دامت شمالية».
في غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة إن هجمات جوية على الولاية النفطية التي تشهد منذ الخامس من الشهر الحالي معارك بين الجيش الشمالي ومجموعات مسلحة متحالفة مع الجنوب، ربما سبّبت مقتل ما يصل إلى 64 شخصاً، فيما دفعت عشرات آلاف الأشخاص إلى الفرار، وسط أنباء تتحدث عن عمليات تطهير عرقي تشهدها المنطقة، تستهدف قبيلة النوبة التي رفض مقاتلوها تسليم أسلحتهم إلى الحكومة.
من جهةٍ ثانية، أدّت اشتباكات في جنوب السودان إلى مقتل قرابة مئة شخص في أعمال سطو على الماشية وهجمات للمتمردين الأسبوع الماضي، وفقاً لما أكده مسؤولون جنوبيون.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)