تحوّل رئيس حكومة تصريف الأعمال، سلام فيّاض، رسميّاً، إلى عقدة أمام تأليف حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن اتفاق حركتي «حماس» و«فتح»، وذلك بعدما أعلنت الأخيرة ترشيحه لرئاسة الحكومة المقبلة، وهو ما رفضته الحركة الإسلاميّة.
وقررت اللجنة المركزية لحركة «فتح»، أمس، ترشيح فياض لرئاسة حكومة التوافق الوطني الجديدة، وذلك استباقاً للمحادثات مع «حماس» التي ستجرى غداً في القاهرة لبحث تأليف الحكومة وتطبيق البنود الاخرى في اتفاق المصالحة الذي وقع في 27 نيسان.
وقال عضو في المركزية، طالباً عدم الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس»، ان اللجنة المركزية لفتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس «قررت خلال اجتماع الليلة الماضية في مقر الرئاسة ترشيح سلام فياض لرئاسة الحكومة
الفلسطينية».
واكد عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الاحمد أن اللجنة المركزية «قررت الاستمرار في الاتصالات مع حركة حماس وباقي الفصائل لتأليف الحكومة الفلسطينية في اقرب وقت».
وأضاف أن «وفدي الحركتين سيلتقيان الثلاثاء من اجل تأليف الحكومة»، معبراً عن أمله أن «تكون هذه الجولة الاخيرة من اجل الانتهاء من تأليف الحكومة (...) لأن هذه الخطوة الاولى التي يجب ان ننتهي منها في اقرب وقت».
من جهة ثانية، قال الناطق الرسمي باسم «فتح» نبيل ابو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (وفا) إن الاجتماع «ناقش عملية السلام وتداعياتها والجهود المبذولة دولياً وخاصة من فرنسا وباقي الدول». واضاف «تمت مناقشة ما جرى خلال اللقاءات الاخيرة لمبعوثي الرئيس مع الجانب الاميركي في واشنطن».
واشار الى ان اللجنة «استمعت إلى تقرير حول آخر التطورات المتعلقة بتأليف الحكومة، ومهمة الوفد الفلسطيني الذي سيصل الثلاثاء الى القاهرة للتشاور حول تشكيلة الحكومة».
بدوره، ذكر الناطق باسم «حماس»، سامي ابو زهري، أن الحركة «أبلغت حركة فتح خلال اللقاء الاخير (في القاهرة في ايار الماضي) رفضها تكليف سلام فياض رئاسة الحكومة الجديدة». وأضاف أن «اي رئيس للحكومة الجديدة يجب ان يكون موضع توافق وليس تابعاً لموقف احد الطرفين».
من جهة ثانية، قال القيادي في «حماس»، صلاح البردويل، «من المؤكد اننا لن نقبل بفياض رئيساً للحكومة ولا وزيراً فيها».
واضاف أن «اربعة اعوام من الحصار والاعتقالات والتعذيب لقادة حماس وكوادرها ارتبطت باسم سلام فياض الذي يتحمل ايضاً مسؤولية الديون المتراكمة على الشعب الفلسطيني».
وقال البردويل ان «المصالحة بالنسبة إلينا في حركة حماس هدف استراتيجي نسعى لتحقيقه بكل السبل، لكن هناك خطوطاً حمراء لن نقبل تجاوزها، منها الا يكون في الحكومة المقبلة من يثير استفزاز الفلسطينيين ويسيء
إليهم».
يُشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس يتمسّك بفيّاض على أساس أنه يطمئن الاسرة الدولية بشأن توجهات حكومة مستقلين، إضافة إلى قدرته على إبقاء الدعم المادي للسلطة الفلسطينية، وهو ما أكده عضو اللجنة المركزيّة لـ«فتح»، جمال محيسن، الذي قال إن الحركة تريد رئيس وزراء يمكنه جذب الدعم الدولي و«مهمته ستكون رفع الحصار عن غزة لا جلب الحصار الى الضفة الغربية أيضاً».
إلى ذلك، رأى الرئيس الفلسطيني، خلال لقائه وفداً من حزب التجمع الديموقراطي داخل أراضي 1948 في رام الله أمس، أن «المصالحة الوطنية الفلسطينية تسهم في دفع عملية السلام إلى الأمام من خلال توحيد الشعب الفلسطيني، وتأليف حكومة تكنوقراط تعيد إعمار قطاع غزة وتُعدّ للانتخابات
المقبلة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)