نشبت مشادة كلامية حامية، أمس، تحت قبة البرلمان العراقي بين النائب عن ائتلاف «دولة القانون» (الذي يتزعمه نوري المالكي) كمال الساعدي، والنائب عن «القائمة العراقية» (التي يتزعمها اياد علاوي) حيدر الملا، ما لبثت أن تطورت إلى اشتباك بالأيدي عقب هجوم علاوي على المالكي. وقالت مصادر في البرلمان إن النائبين تبادلا الشتائم والسباب وتوعد أحدهما الآخر. وأضافت أن «الساعدي اتهم الملا بالإرهاب خلال المشادة الكلامية التي وقعت في صالة الاستراحة بمبنى البرلمان، ثم ضربه بعكاز كان يستخدمه، وحين حاول الملا الرد عليه تدخل نواب آخرون وفصلوا بينهما». وأشارت المصادر نفسها الى أن العراك جاء على خلفية «نعت الملا خلال مقابلة تلفزيونية بثت مساء السبت الساعدي بالكذاب». وأوضح أن «خلافات مماثلة حدثت من قبل بين النواب تحت قبة البرلمان في دورات برلمانية سابقة، لكن لم يكشف عنها».
وتأتي هذه الحادثة على خلفية الخطاب المتلفز الذي وجهه رئيس «القائمة العراقية» اياد علاوي أول من أمس، والذي حمل فيه بشدّة على رئيس حزب الدعوة وزعيم «دولة القانون» رئيس الوزراء نوري المالكي، متهماً اياه بالديكتاتورية واستخدام «البلطجية» لإجهاض تظاهرات مناوئة له في ساحة التحرير بوسط بغداد. كذلك أضاف أن المالكي «اعتمد على الأجنبي ودعمته ايران ليكون رئيساً للوزراء». وأضاف «لقد نسي (المالكي) وتوهم أنه يستطيع تكميم الأفواه وقتل روح المواطنة وسحق الكرامة».
وجاء خطاب علاوي ردّاً على اتهام رئيس الحكومة خصومه السياسيين بتعمد «تعطيل مشاريع الدولة حتى يقال ان الحكومة لم تحقق ولم تنجز، واعادة الفتنة من جديد بالقول ان العملية السياسية تقف على حافة مرحلة خطيرة».
في هذه الأثناء، أعلنت الحكومة العراقية أول من أمس أنها طلبت من أعضاء في الكونغرس الأميركي كانوا يزورون العراق، مغادرة البلاد على خلفية مطالبة أحدهم بغداد بدفع جزء من الأموال التي أنفقتها بلاده في العراق منذ 2003. وقال وزير الدولة المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ «أبلغنا السفارة الأميركية الجمعة بأن هؤلاء الاشخاص غير مرحب بهم في العراق، وقد غادروا بعد ذلك».
وكان النائب الذي ينتمي الى الحزب الجمهوري، دينا رورا باكر، قد قال «ما إن يتحول العراق الى بلد غني جداً ومزدهر، نأمل التفكير في اعادة بعض المبالغ الطائلة التي أنفقناها هنا في السنوات الثماني الماضية».
ميدانياً، سُجلت حوادث أمنية خلال اليومين الماضيين، فقُتل ضابط سابق وشرطي، وأُصيب 3 مدنيين بجروح ونجا قيادي في الحزب الاسلامي العراقي من محاولة اغتيال في سلسلة من أعمال العنف بمحافظتي نينوى وديالى. كذلك أدى انفجار سيارتين ملغومتين في الموصل إلى سقوط ستة قتلى وإصابة 60.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)