غزة | أعلنت الحكومة المقالة التي تديرها حركة «حماس»، أمس، تعليق العمل على معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر، إلى حين اتضاح نتائج المشاورات التي تجريها مع السلطات المصرية، وذلك عقب إغلاق القاهرة المعبر يوم السبت (أول من أمس)، فجأةً ومن دون تنسيق.واعتصم مئات الفلسطينيين الراغبين في السفر أمام البوابة الفلسطينية للمعبر، وسط هتافات تطالب بإنهاء أزمة المنفذ الوحيد لسكان القطاع على العالم الخارجي. وطالب المعتصمون السلطات المصرية بعدم التراجع عن التسهيلات التي أعلنتها أواخر شهر أيار الماضي، وتسهيل حركة تنقل المسافرين الفلسطينيين في الاتجاهين.
وقال مدير معبر رفح في حكومة «حماس»، المقدم أيوب أبو شعر، إن العمل في معبر رفح معلق من قبل الجانب الفلسطيني «في انتظار ما ستؤدي إليه المشاورات بين وزارة الخارجية في غزة والحكومة المصرية». وأرجع أبو شعر، في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية في غزة، تعليق العمل بالمعبر، إلى «عدم وضوح الآلية التي يعمل بها المعبر خلال الأيام الماضية وبطء الإجراءات وإغلاق المعبر السبت من قبل الجانب المصري من دون تنسيق مع الجانب الفلسطيني». وذكر «أن الجانبين الفلسطيني والمصري بصدد حل المشكلات الفنية والإدارية التي تعوق سير العمل بالمعبر»، لافتاً إلى أنه «سيعلن عن العمل بالمعبر بعد حل هذه المشكلات».
وكانت السلطات المصرية قد أغلقت معبر رفح البري فجأةً أول من أمس من دون تنسيق مع حكومة «حماس»، مبررةً ذلك بإجراء عمليات صيانة وتطوير.
وأصاب القرار المصري المفاجئ عشرات المسافرين الفلسطينيين بحال من الغضب الشديد، ما دفعهم إلى اقتحام البوابة الفاصلة بين الجانبين الفلسطيني والمصري في المعبر. وحاول المسافرون تحطيم البوابة من أجل تمكينهم من السفر، إلا أن قوات الأمن التابعة لحكومة «حماس» نجحت في السيطرة على الموقف وإخلاء المعبر.
وقال محافظ شمال سيناء المصرية اللواء عبد الوهاب مبروك، في تصريحات لمواقع إخبارية مصرية عقب الأزمة، إن معبر رفح سيعمل على نحو كامل، وسيسمح بمرور الحافلات بعد انتهاء أعمال الصيانة والترميم به. وأوضح مبروك أن أعمال الصيانة والدهانات الخاصة بالبوابة الشرقية لمعبر رفح البري «انتهت»، ورفعت الدعامات الخشبية التي كانت تعوق وصول حافلات المسافرين وخروجها من وإلى الجانب المصري من المعبر الحدودي.
وشهد المعبر الأسبوع الماضي بداية الأزمة إثر احتجاج حكومة «حماس» على ما وصفته «تراجع» السلطات المصرية عن التسهيلات المعلنة، وعودتها مجدداً لفرض قيود على أعداد المسافرين وفئاتهم.
وأعادت مصر فتح معبر رفح في آذار الماضي، بعد إغلاقه عقب اندلاع الثورة الشعبية في 25 كانون الثاني الماضي، وأطاحت الرئيس السابق حسني مبارك في 11 شباط الماضي. وبدأت مصر في 28 أيار الماضي تطبيق قرارها بفتح المعبر على نحو دائم ومنح الفلسطينيين تسهيلات غير مسبوقة منذ سيطرة حركة «حماس» على القطاع في منتصف حزيران 2007، في خطوة لاقت انتقاداً وهجوماً عنيفاً من جانب إسرائيل.