اجتازت البحرين، أمس، اختبارين، الأول يتعلق بـ«فورمولا وان»، حيث نجحت في استعادة سباق موسم 2011، بعدما استبقته بإجراءات أمنية في مقدّمها رفع حالة السلامة الوطنية (الطوارئ) قبل موعد اجتماع المجلس العالمي لرياضة المحركات بيومين، والثاني يتعلق بيوم الجمعة الأولى بعد الطوارئ، اذ كان هناك ترقّبٌ وتخوفٌ من حصول صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين خرجوا متفرقين في مناطقهم، لكن القوات الأمنية فرقتهم بالقوة.
وقرّر المجلس العالمي لرياضة المحركات المنعقد في برشلونة إعادة جائزة البحرين الكبرى لسباقات «فورمولا وان» الى روزنامة موسم 2011. وكان يفترض أن تحتضن البحرين الجولة الافتتاحية لموسم 2011 في 13 آذار لكن السباق أُلغي بسبب الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد.
وزفّ رئيس هيئة شؤون الإعلام فواز آل خليفة الخبر على صفحته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، قائلاً «مبروك، البحرين ستستضيف جائزة فورمولا واحد. الاتحاد الدولي يعمل الآن على تحديد الموعد». وقال رئيس مجلس إدارة حلبة البحرين راشد الزياني «هذه بشرى سارة للبحرين خصوصاً بعد الفترة العصيبة التي مرت بها البلاد، فاليوم تلاحظ عودة الحياة إلى طبيعتها، وقد تجلى ذلك في رفع قانون السلامة الوطنية، وإزالة القيود المفروضة على السفر الى مملكة البحرين».
وأوضح الزياني أن «سباق جائزة البحرين الكبرى مهم جداً للبحرين لأنه يقدم دفعة كبيره لاقتصادها». وأشار الى أن «سباق جائزة البحرين الكبرى كان ولا يزال مصدراً للفخر الوطني، وأنه لا يتلقى دعماً قوياً من الحكومة فقط بل من جميع الأطراف الرئيسية في البحرين، بما فيها أكبر مجموعة معارضة الوفاق».
وبالفعل فقد كان موقف جمعية «الوفاق» لافتاً اذ قال القيادي الوفاقي البارزة جاسم حسين إن جمعيته تؤيد استضافة الحدث، وإنّها ستضغط على كل الرعاة للتعاون على إيجاد حلول قبل الحدث. وذكر أنها ستمارس ضغوطاً غير مباشرة على كل الأطراف، وأنه يمكن الإفراج عن سجناء قبل السباق.
ميدانياً، كانت الأنظار كلّها مشدودة الى الشارع الذي وعد باستعادة انتفاضته المسلوبة، عبر الخروج بتظاهرات غير مسبوقة بعد صلاة الجمعة وتحدّي القوات الأمنية، لكن يوم أمس كان أقلّ من المتوقع.
وسارت في الصباح تظاهرة بالمئات في قرية السنابس عمدت القوات الأمنية الى تفريقها باستخدام القنابل الغازية والصوتية والرصاص المطاطي، ما أدّى إلى وقوع اصابات. وقالت جمعية شباب البحرين لحقوق الانسان إن المتظاهرين كانوا يسيرون باتجاه دوار اللؤلؤة سابقاً. وشُيّعت أمس زينب التاجر التي قتلت في اليوم الأول من رفع الطوارئ جراء قنبلة صوتية. وأكّد الناشط الحقوقي، نبيل رجب، في اتصال مع «الأخبار» أنه كانت هناك مسيرات متفرقة في معظم مناطق المملكة. وأشار الى وجود نقاط تفتيش بنحو غير طبيعي على مداخل القرى ومخارجها. وأوضح أن الجيش انسحب من الشارع مع رفع حالة الطوارئ، لكنه سلّم زمام الأمور الى الشرطة والحرس الوطني، والأخير كان يشارك الجيش في حفظ الأمن خلال حالة السلامة الوطنية، ومتهم بارتكاب الجرائم ضدّ المتظاهرين.
وأشار رجب الى «سقوط الشهيد الثاني منذ رفع حالة الطوارئ، وهو محتج اعتقل في منتصف آذار الماضي وكان مصاباً واحتجز في قسم خاص للجرحى المعتقلين في مستشفى السلمانية التي سيطر عليها الجيش بعد فرض الأحكام العرفية». لكن مصدراً مسؤولاً في وزارة الصحة قال إن «وفاة سلمان عيسى أحمد أبو أدريس البالغ من العمر 63 عاماً في مستشفى السلمانية الطبي كانت طبيعية»، بحسب ما نقلت وكالة أنباء البحرين. وكانت لافتة أمس، الخطبة التي ألقاها المرجع الديني الشيخ عيسى قاسم، إذ أكد أنّه يجب أن تحصل أي جهة تتفاوض مع الحكومة على موافقة الشارع، في اشارة الى مشروع الحوار الوطني التي دعت إليه السلطة.