غداة تصريح الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، توقع فيه قرب نهاية الزعيم الليبي معمر القذافي، قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني خلال زيارة لبنغازي أمس، إن «نظام القذافي انتهى، عليه أن يتنحى، وأن يغادر البلاد». وأضاف فراتيني، خلال مؤتمر صحافي مع المكلف الشؤون الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي، علي العيساوي: «إن مساعديه (القذافي) القريبين تركوه، لم يعد لديه دعم دولي، قادة دول مجموعة الثماني يرفضونه: عليه أن يرحل».
ورأى أنه لإجبار القذافي على الرحيل «علينا أن نواصل ضغطنا العسكري ونشدد العقوبات الاقتصادية لضمان عدم تراجع التحرك لمصلحة الشعب الليبي».
وتأتي زيارة وزير الخارجية الإيطالي لبنغازي لتدشين قنصلية بلاده في المدينة من جديد بعد إغلاقها عام 2006.
يشار إلى أن إيطاليا أعلنت أنها سترسل إلى ليبيا عشرة مستشارين عسكريين للتنسيق مع المجلس الوطني الانتقالي، وذلك أسوة بفرنسا وبريطانيا.
أما رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، فقد أعلن في بيان صدر عقب اجتماعه مع القذافي في طرابلس أول من أمس، أن الزعيم الليبي طالب بإنهاء حملة القصف التي يقوم بها حلف شمالي الأطلسي. وجاء في البيان أن القذافي «أكد عدم استعداده لمغادرة بلاده رغم الصعوبات. السلامة الشخصية للعقيد القذافي مثار قلق».
وكانت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، مايتي نكوانا ماشاباني، قد دعت إلى وقف إطلاق نار فوري في طرابلس.
وقالت أمام البرلمان في كيب تاون: «بموجب قرار الاتحاد الأفريقي حول ليبيا، نكرر دعوتنا إلى وقف فوري، ويمكن التحقق منه لإطلاق النار لتشجيع الأطراف المتحاربة على بدء حوار من أجل انتقال ديموقراطي».
وفي أجواء طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس اوكامبو، إصدار مذكرة توقيف بحق القذافي لاتهامه بارتكاب جرائم بحق الإنسانية، قالت صحيفة «ذي تايمز» الجنوب أفريقية، إن مسؤولين ليبيين توصلوا إلى اتفاق مع مكتب محاماة جنوب أفريقي باسم «لانغا أتورنيز» لتأمين استشارات قانونية وخدمات للقذافي وقادة آخرين.
وكانت ليبيا قد مولت حزب جاكوب زوما (المؤتمر الأفريقي) خلال نضاله ضد نظام الفصل العنصري الذي سقط في 1994، ووظفت استثمارات كبيرة في هذا البلد.
من جهة ثانية، أعربت روسيا عن استعدادها لإرسال فريق من الخبراء إلى ليبيا، والتحقيق في التقارير عن مقتل ابن الزعيم الليبي معمر القذافي و3 من أحفاده. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، قوله «إذا تلقت طلباً رسمياً، فستكون روسيا مستعدة لإرسال خبراء كفوئين إلى طرابلس». وأضاف لوكاشيفيتش: «من المهم توضيح الأمر؛ لأنه لا يجب استخدام مسائل الحياة والموت لأهداف البروباغندا». يشار إلى أن رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلوسكوني، شكك في التقارير عن مقتل ابن القذافي و3 من أحفاده في قصف لحلف شمالي الأطلسي، قائلاً إن قوات التحالف ترى أن الأمر «بروباغندا». في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغيه، إن نشر طائرات عمودية في ليبيا قد يحدث قريباً. لكنه أبلغ وكالة «رويترز»، أنه ليس بوسعه أن يحدد بنحو قاطع وقت حدوث ذلك، مكتفياً بالقول: «بأي حال... بسرعة جداً».
من ناحية ثانية، وصل ثلاثة سجناء مفرج عنهم كان يحتجزهم نظام الزعيم الليبي إلى بنغازي يوم الأحد الماضي، على متن طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما ظهر في روما ثمانية ضباط كبار في الجيش الليبي قالوا إنهم جزء من مجموعة مؤلفة من 120 مسؤولاً عسكرياً وجندياً فروا من قوات القذافي في الأيام القليلة الماضية، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)