لم يبق أكثر من أسبوع لرفع حالة السلامة الوطنية (الطوارئ) في البحرين، بعد فرضها نحو 75 يوماً لإطفاء انتفاضة 14 شباط، وقد نجحت السلطة بذلك، دافعةً حركات المعارضة إلى البحث عن السبب الذي دفع الأمور إلى الهاوية، فوجدته الأخيرة في عودة حسن مشيمع وإنشاء التحالف من أجل الجمهورية، وهو ما ترفضه قطعاً «الجبهة الممانعة» (معارضة متشددة) في المنفى.وقال علي حسن مشيمع، أحد المتهمين بمحاولة قلب النظام الأخيرة خلال أحداث الانتفاضة، الذي يحاكم غيابياً، لـ«الأخبار» إن إعلان «التحالف من أجل الجمهورية» كان إجراءً تكتيكياً أكثر منه خطة مسبقة، وذلك بعدما فرضت الأحداث المتلاحقة إنشاء مثل هذا التحالف.
وأوضح أن الثورة انطلقت بجهود الشباب ودعم المعارضة الممانعة، وأن عبد الوهاب حسين، الأمين العام لحركة «الوفاء»، بذل الجهد الأكبر في الحشد والترويج للانتفاضة، متقدّماً التظاهرات. وأضاف أنه عندما بدأت دعوات الحوار، تقدّمت جمعية «الوفاق» إلى الواجهة لتقود الحركات المعارضة، رغم أن شباب الانتفاضة لم يكونوا على توافق معها، فرأوا أن جهودهم التي بذلوها حصدتها «الوفاق»، وهي التيار المعارض المعتدل. ولهذا كانت عودة حسن مشيمع إلى المملكة ليكون هناك صوت وتمثيل حقيقي لهذه القوى، لكن السلطة أثبتت أن دعوات الحوار كانت فقط من أجل الحوار عبر تحريض البلطجية والتحشيد الطائفي.
وأضاف أن القمع هو الذي دفع إلى رفع شعار إسقاط النظام وتأسيس الجمهورية، مذكراً بأنه في بداية الانتفاضة لم يرفع أحد مثل هذا المطلب وكان سقف المطالب إصلاحياً، رافضاً القول إن الأجواء كانت هادئة وإن السلطة قدمت تنازلات بعد الخميس الأسود. وشدّد على أن المشاركة في السلطة، كما فعلت «الوفاق» على مدى السنوات الماضية، لم يأت بالنفع، بل على العكس أضرّ كثيراً. وقال إن المشاريع الإصلاحية التي أتى بها الحكم قبل أكثر من عشر سنوات، كانت تخديرية.
وهو موقف يتفق معه زعيم حركة «الأحرار» سعيد الشهابي، الذي يقيم أيضاً في المنفى، مشيراً إلى أنّ الجمعية لحقت بقطار الثورة في يومها الثالث، ولم تكن ممن أطلقوا الانتفاضة، وأنها لا تمثل أو تعبر عن توجهات شباب 14 شباط.
وأشار مشيمع إلى أن معارضي المنفى نظموا فعاليات احتجاجية في بريطانيا، كان آخرها التظاهر أمام مقرّ رئاسة الحكومة أثناء زيارة ولي العهد الأمير سلمان بن حمد. وأكّد أنّ الأخير لم يلتق خلال زيارته أياً من كوادر المعارضة، مشيراً إلى أن الغرب يعمل على الترويج أن ولي العهد هو الوجه المعتدل الذي يسعى وراء الحوار، وأن هناك اختلافاً داخل العائلة الحاكمة، لكن الواقع أن كل أفراد هذه العائلة لديهم التوجه نفسه، وأن الأمير سلمان تحديداً كان محرضاً أساسياً خلال الفترة التي سبقت الثورة.
وتحدث عن جهود المعارضة في المنفى، وقال إنّهم عقدوا أكثر من ندوة في مجلس اللوردات لعرض القضية، إضافة إلى توجيه رسائل إلى الخارجية البريطانية وتكثيف التواصل مع الإعلام، لكنه نفى أن يكون قد حصلت أي وساطة أوروبية أو بريطانية مع معارضة الخارج في إطار الجهود لحل الأزمة البحرينية.