حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقليل من شأن الخلاف مع الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن رؤيته لحل النزاع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني، مشيراً إلى أنه جرى تضخيم الخلاف بينهما. وقال «صحيح أنّ لدينا بعض الاختلافات في الرأي، لكنها اختلافات بين أصدقاء»، إلّا أنّ الصحف الإسرائيلية تحدثت عن أن الخلاف يمكن أن يؤدي الى انتخابات مبكرة في إسرائيل. وعنونت صحيفة يديعوت أحرونوت الأبرز في البلاد «قمة البرودة». وكتب أبرز كاتبين في الصحيفة شيمون شيفر ونحوم بارنيا أن «الزعيمين كانا بدون حراك على كرسيّيهما ومتجهّمي الوجه مثل تمثالي شمع (...) وتجنّبا النظر الى بعضهما بعضاً». وأضافا إن «الاثنين يعلمان كيف يلملمان الأمور، لكن كان لدى كل منهما مصلحة في إظهار التوتر».
من جهتها، أكدت صحيفة «هآرتس» اليسارية أن نتنياهو ألقى أمام عدسات كاميرات الإعلاميين من كافة أنحاء العالم وعلى نحو مطوّل «درساً» على أوباما «لكي يحذره من أن خطته للسلام واهمة، ويمكن أن تؤدي الى كارثة أخرى للشعب اليهودي»، في إشارة الى المحرقة. وأضافت إن نتنياهو أراد التأكيد أيضاً على اللاءات الأربع: «لا لحدود 1967 ولا لمفاوضات مع حماس ولا لعودة اللاجئين الفلسطينيين الى دولة إسرائيل اليهودية ولا للانسحاب الإسرائيلي من خط غور الأردن».
من جهته، رأى بن كاسبيت في صحيفة «معاريف» في ذلك «تمهيداً لحملة» انتخابات تشريعية مبكرة عام 2012، فيما تنتهي ولاية البرلمان الحالي في تشرين الأول 2013. ورأى أن «نتنياهو مقتنع بأن الرأي العام سيؤيّده في هذه النقاط. وعند عودته الى إسرائيل سيعمل على الفور على إقناع حزب كديما (وسطي معارض) بالانضمام الى الائتلاف الحكومي، وإذا فشلت هذه الجهود، كما هو متوقع، فمن غير المستبعد حصول انتخابات مبكرة».
في المقابل، حاول مسؤولون إسرائيليون التخفيف من حدة الأزمة. وقال رئيس مجلس الأمن القومي يعقوب عميدرور، للإذاعة الإسرائيلية العامة، إن الحوار بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيستمر من أجل توضيح «الخلافات بين الأصدقاء»، مستبعداً أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على إسرائيل من أجل تغيير موقف نتنياهو.
في هذا الوقت، قالت وثيقة أعدّتها وزارة الخارجية الإسرائيلية إنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكثر تشدداً من سلفه ياسر عرفات، وإنه ليس شريكاً للسلام مع إسرائيل، ولن يرشّح نفسه مرة أخرى للرئاسة بتأثير من الثورات العربية. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن الوثيقة التي أعدتها مساعدة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، قولها إن «أبو مازن ليس شريكاً للسلام وهو يرهن الفلسطينيين من أجل ضمان مكانه في التاريخ».
وتابعت الوثيقة إن «الأحداث الأخيرة في العالم العربي، في مصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين، جعلت أبو مازن يتبنى استراتيجية الخروج من الحياة السياسية»، وأن التقديرات تشير إلى أن عباس يعتزم الانتقال إلى الأردن أو إحدى دول الخليج، وأنه في هذه الأثناء يسعى إلى بناء نفسه كشخصية محل تقدير، وأنه «الأب الروحي» للدولة الفلسطينية.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)