أعلن الحلف الأطلسي أن طائراته أغرقت ثماني سفن حربية تابعة لكتائب الزعيم الليبي معمر القذافي، خلال هجمات منسّقة خلال اليومين الماضيين على مرافئ طرابلس والخمس وسرت. وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع دعوة روسية إلى مشاركة قوات السلام الأممية والأفريقية في تسوية الوضع في ليبيا. وأفاد بيان للحلف الأطلسي بأن «طائرات الحلف والقوات الجوية للحلفاء واصلت ضرباتها الجوية المحددة ضد قوات النظام الموالي للقذافي، خلال الليل، مع ضربة منسقة على مرافئ طرابلس والخمس وسرت». وأضاف البيان أن «طائرات الحلف الأطلسي قصفت سفناً حربية، ما أدى إلى غرق ثماني سفن».
ونقل البيان عن مساعد قائد عملية «الحماية الموحدة»، الأميرال روس هاردينغ، قوله «نظراً إلى زيادة اعتماده على القوة البحرية، لم يكن أمام الحلف الأطلسي خيار آخر غير القيام بأعمال حاسمة لحماية المدنيين في ليبيا وقوات الحلف الأطلسي في البحر». وأضاف «كل أهداف الحلف الأطلسي هي ذات طبيعة عسكرية ومرتبطة مباشرة بالهجمات المنظمة التي يشنّها نظام القذافي على الشعب الليبي».
في المقابل، قال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم، خلال مؤتمر صحافي، «بلغني أن مرفأ طرابلس يتعرض الآن لغارات من طائرات الحلف الأطلسي. قيل لي إن سفينة قد أُصيبت». وأضاف «مهما كانت السفينة التي أصيبت، فإن الأمر يتعلق بكل وضوح برسالة أرسلها الحلف الأطلسي إلى الشركات البحرية الدولية كي لا ترسل سفناً إلى ليبيا».
من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أن بلاده تدعو إلى مشاركة قوات السلام الأممية والأفريقية في تسوية الوضع في ليبيا. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن لوكاشيفيتش قوله إن «موسكو تنظر بقلق متزايد إلى تطور الوضع في ليبيا وسفك الدماء المستمر هناك، وكذلك عمليات التحالف التي تتجاوز أطر قراري مجلس الأمن الدولي الرقم 1970 والرقم 1973». وأضاف «لذلك ترى روسيا أن هناك أهمية قصوى لتنشيط الجهود السياسية والدبلوماسية بغية تسوية الأزمة، وذلك بالاستعانة بقدرات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في حفظ السلام».
وقال الدبلوماسي الروسي إن «روسيا تتخذ الخطوات المعنية» في هذا الاتجاه، مشيراً إلى لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة والحكومة الليبية.
من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن صفية زوجة الزعيم الليبي معمر القذافي، وابنته عائشة، فرّتا من ليبيا إلى تونس، بعد نفي القيادة الليبية ذلك.
وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة «سي بي أس» إن الحملة الدولية في ليبيا تُحرز تقدماً بطيئاً، لكنه ثابت، والضغط على القذافي ازداد إلى درجة أن زوجته وابنته فرّتا عبر الحدود إلى تونس في اليومين الماضيين، ووزير النفط انشق». إلى ذلك، أعلنت عائلة المصوّر الجنوب أفريقي أنتون هاميرل، الذي فُقد في ليبيا قبل نحو 6 أسابيع، أنه قتل بعدما «أصيب بالرصاص في 5 نيسان الماضي على أيدي قوات القذافي في منطقة نائية جداً في الصحراء الليبية». وأعلنت طرابلس إطلاق سراح أربعة صحافيين أجانب كانوا قد اعتقلوا في ليبيا في أوائل نيسان الماضي، هم الأميركيان جيمس فولي وكلير جيليس والبريطاني نيغل تشاندلر والمصور الإسباني مانو برابو، بعد تغريمهم 136 دولاراً لدخول البلاد بطريقة غير شرعية.
(يو بي آي، أ ف ب)