طرح تنظيم «القاعدة» اسم جهادي مصري، هو سيف العدل، ليكون قائداً مؤقتاً الى حين تسمية الخلف الحقيقي لأسامة بن لادن، تمهيداً لتعيين الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري، ريثما يتفق عليه عناصر التنظيم. وهذا الإعلان لم يخرج عن التنظيم مباشرة، بل عن طريق وسطاء بعضهم خبراء وعلى تواصل مع قادة في «القاعدة». وأجمعت وسائل الإعلام العربية والباكستانية والغربية أول من أمس، على أن المصري سيف العدل عُين قائماً بأعمال التنظيم، وذكرت قناة «الجزيرة» أن محمد مصطفى اليمني عُيّن قائداً للعمليات.
وأكدت صحيفة «ذي نيوز» الباكستانية النبأ نقلاً عن مصادر لم تكشف عنها، وذلك في مقال صادر من روالبندي حيث مقر الجيش الباكستاني. كذلك نقلت المحطات الأميركية عن المعاون السابق لبن لادن، نعمان بن عثمان، الذي يعمل محللاً لدى مؤسسة «كويليام» البحثية البريطانية، أن سيف العدل (50 عاماً) يقوم في الواقع بدور قائد مؤقت، بينما يجمع التنظيم تعهدات المبايعة للظواهري.
وأشار بن عثمان الى الدور الذي يضطلع به سيف العدل بأنه «ليس دور قائد عام، لكنه يتولى القيادة في شؤون العمليات والنواحي العسكرية». وأضاف «حدث هذا بسبب ما أبداه الجهاديون على شبكة الانترنت من قرب نفاد صبرهم، إذ إنهم يشعرون بقلق بالغ من التأخير في الإعلان عن خليفة» بن لادن. وتابع «من المأمول الآن أن يهدأوا. وهو يمهّد أيضاً الطريق للظواهري لتولّي القيادة».
وقال بن عثمان، الذي عرف العدل شخصياً حين شاركا في الجهاد في أفغانستان، إنه «كان يشغل بالفعل دوراً قريباً من رئيس أركان» حتى قبل مقتل بن لادن. وأوضح أن جمع تعهدات بمبايعة الظواهري من الجماعات والفروع المترامية الأطراف يستغرق بعض الوقت.
وتقول «واشنطن بوست» إن قيمة العدل تنبع من قدراته العسكرية، وإنه لطالما وقعت خلافات حادة بينه وبين الظواهري وبن لادن على الاستراتيجيات العامة للتنظيم. وتنقل عن أسامة رشدي، الذي عمل مع المجموعة لـ15 عاماً، قوله «لقد اشتبك معهما. هما لم يحترماه بوصفه رجلاً عسكرياً. وهو لا يحترم المدنيين».
والعدل ليس وجهاً جديداً على التنظيم أو مجهولاً لدى المعنيين، فهو يعدُّ من القادة العسكريين البارزين للتنظيم وعضو مجلس الشورى فيه وعضو في اللجنة العسكرية، ويتولّى تدريب عناصر «القاعدة» والجهاديين المصريين استخبارياً وعسكرياً في أفغانستان وباكستان والسودان، ويدرّب القبائل الصومالية المناوئة لقوات الأمم المتحدة. ويُعتقد أن عناصره الذين دربهم من الصوماليين الذين خاضوا المعركة الأولى في مقديشو. كذلك أسس أول مركز للتدريب لـ«القاعدة» في راس كمبوني في الصومال بالقرب من الحدود مع كينيا.
ويعرف سيف العدل أيضاً بمحمد ابراهيم المكاوي وابراهيم المدني، بحسب تعريف «أف بي آي». غادر مصر في 1988 للانضمام الى المجاهدين في قتالهم ضد القوات السوفياتية في أفغانستان، شأنه شأن الكثيرين من السعوديين والمصريين واليمنيين. ويُقال إنه انتقل بعدها الى الجنوب اللبناني مع أبو طلحة السوداني، وسيف الاسلام المصري وأبو جعفر المصري، حيث تدرب هناك مع حزب الله الحجاز (منظمة مسلحة عملت في لبنان والسعودية والبحرين والكويت، ويعتقد أنها مسؤولة عن تفجيرات الخبر 1996).
فرّ سيف العدل إلى إيران بعد الغزو الأميركي لأفغانستان بعد تفجيرات، حيث وُضع، بحسب التقارير الأميركية، قيد الإقامة الجبرية مع آخرين بينهم سعد بن لادن وسليمان أبو غيث. وأفرجت عنه السلطات الايرانية قبل نحو عام، وعاد بعدها الى منطقة الحدود بين أفغانستان وباكستان. لكن السلطات الإيرانية لم تؤكّد يوماً هذه الأنباء. يُقال إنه عارض مع سعيد المصري ومحفوظ عود الوليد هجمات الحادي عشر من أيلول قبل شهرين من تنفيذها. وضعه مكتب التحقيقات الفدرالية «أف بي آي» على لائحة المطلوبين الأخطر، ويعرض جائزة تقدر بـ5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود الى إلقاء القبض عليه.
(الأخبار)