عمان | أجمع مثقفون وسياسيون أردنيون على الحرص على وحدة سوريا، و«موقعها الممانع للسيطرة الأميركية الصهيونية في المنطقة». إلّا أنهم طالبوا النظام السوري بالاستجابة لمطالب الشعب في ما يتعلق بالإصلاحات السياسية.وعبّر أكثر من ناشط أردني عن أسفه للأحداث الجارية في سوريا، في الوقت الذي انتقد فيه آخرون طريقة تعامل الأجهزة الأمنية مع المتظاهرين في غير مدينة سورية.
وأكد الناشط السياسي تيسير دياب انحيازه إلى ثورات الشعوب، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن ما يجري في سوريا يختلف عن الحالة المصرية والليبية والتونسية، قائلاً «لسوريا دور في دعم المقاومة والممانعة ضد المشروع الأميركي الصهيوني، وجزء كبير مما يجري في سوريا له علاقة بأجندات خارجية، ومحاولة إضعاف النظام السوري وإخراجه من دوره السياسي».
من جانبه، لفت المحامي عمار البكري إلى مؤامرة تخطط ضد سوريا، قائلاً «هناك قوى عظمى إضافة إلى أدوات عربية تشترك في التآمر على سوريا. نحن لا ننكر على الشعب السوري حقوقه الديموقراطية، ولكن ما يجري على أرض الواقع هو ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، كوندوليزا رايس، عن الفوضى الخلاقة».
ورأى الناشط الحقوقي ماهر الطباخي أن لسوريا حالة خاصة بسبب ما تمثّله من دور في دعم المقاومة والممانعة، لكن «النظام السوري يتحمّل جزءاً ممّا يجري إلى جانب أياد خارجية تعبث باستقرار سوريا».
بدوره، أكد الناشط الحقوقي، يونس عرب، أن ما يمكن تأكيده هو المطالب الإصلاحية والحراك الذي يقوده الشعب السوري من أجل ذلك، «والمطالبات التي يتحرك لأجلها الشعب السوري تتعرض لأذى لوجود قوى سلفية، إلّا أن النظام السوري يقدمها مبرراً لاستخدام القبضة الأمنية»، مؤكداً أن «سوريا لها دور ممانع ضد أميركا والحركة الصهيونية، لكن المطالبة بالحرية والإصلاحات والديموقراطية حق للشعب، على الحكومة السورية التعاطي معه بإيجابية».
أما الناشطة في مجال حقوق المرأة، نور الإمام، فترى أن على النظام السوري أن يتراجع عن انتهاكه لحقوق الإنسان والحريات العامة، بما في ذلك حق التظاهر السلمي، مضيفة أنه «لا يجوز مواجهة المتظاهرين السلميين بالعنف».
وأشار الناشط اليساري أخلد نواس إلى أن بوصلة تشير إلى غير الشعب تؤدي إلى جهنم، معتبراً أن «المنطقة الوحيدة الآمنة في سوريا هي الجولان. هذه الأنظمة الشمولية القمعية إلى زوال». وعبّرت الناشطة في التيار القومي التقدمي، خلود الرمحي، عن حزنها لما تمرّ فيه سوريا من تأزم، «مربك»، معتبرة أن «سوريا حلقة مهمة من حلقات المقاومة، لكن على صعيد الحريات المسألة مختلفة».
أما الناشط القومي العربي علي حتر، فقد أشار إلى أن ما يجري في سوريا ما هو «إلا تدخل خارجي تقوده أميركا والحركة الصهيونية وبعض الأنظمة العربية».