رام الله | مع إعلان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تنكيس الأعلام الفلسطينية لمدة ثلاثة أيام حداداً على الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين سقطوا في ذكرى النكبة الـ 63 مساء أول من أمس، قالت الفصائل الفلسطينية في غزة عقب اجتماع دعت إليه حركتا «حماس» والجهاد الإسلامي، وشاركت فيه حركة «فتح» والجبهتان الشعبية والديموقراطية، إنه تقرر أن يكون أمس يوم إضراب تجاري في الضفة الغربية وقطاع غزة من العاشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، حداداً على أرواح الشهداء، وسط تنظيم مسيرات تشييع رمزية. كذلك قررت الفصائل فتح بيت عزاء في مدينتي رام الله وغزة في مقر المجلس التشريعي اليوم.من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي تمديد الطوق الأمني على الأراضي الفلسطينية لمدة 24 ساعة خشية اندلاع مواجهات جديدة. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الجيش كثفت من وجودها العسكري على مداخل مدن الضفة الغربية ومدينة القدس، ونصبت المزيد من الحواجز العسكرية «الطيارة»، كما عززت من قيودها في المعابر الحدودية لمنع أي تظاهرات سلمية في مناطق التماس.
في هذا الوقت، اعتقلت قوات الاحتلال نحو 120 شخصاً من مدينة القدس المحتلة ليل أول من أمس، خلال التظاهرات الخاصة بإحياء ذكرى النكبة وبعدها. وأشار نادي الأسير الفلسطيني إلى أن شرطة الاحتلال في منطقة «عطروت» في القدس المحتلة احتجزت 43 معتقلاً من منطقتي شعفاط والولجة، بينهم سيدة أفرج عنها، إضافة إلى 8 متضامنين أجانب شاركوا في التظاهرات. ولفت النادي إلى أن المعتقلين تعرضوا للضرب المبرح على أيدي أفراد من القوات الخاصة للشرطة الإسرائيلية، التي أطلقت مواد بلاستيكية على المعتقلين عبر مسدسات خاصة لهذا الغرض. ووضعت شرطة الاحتلال نحو 35 معتقلاً في سجن «المسكوبية»، فيما وصل عدد المعتقلين في منطقة «صلاح الدين» إلى 15 شخصاً. أما في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال 12 شخصاً، بعد مواجهات بين مواطنين وقوات الاحتلال في مخيم العروب شمال مدينة الخليل. ووقعت المواجهات بعدما داهمت قوات الاحتلال مواقع عدة في الخليل، وقد اعتقلت عدداً من المواطنين واقتادتهم إلى جهة مجهولة. وكانت مواجهات أخرى قد اندلعت في بلدة الخضر جنوبي بيت لحم، حيث أصيب عدد من المواطنين بالرصاص، فيما احتجز جنود الاحتلال سيارة إسعاف فلسطينية، ومنعوها من دخول القرية لإسعاف المصابين.
وعلى المقلب الآخر، أفرجت إسرائيل عن 370 مليون شيكل من المستحقات الضريبية الخاصة بالسلطة الفلسطينية، كانت قد جمدت تحويلها إثر توقيع اتفاقية المصالحة بين «فتح» و«حماس». وأعلن المدير العام للرواتب في وزارة المال الفلسطينية، عبد الجبار سالم، أن الجانب الإسرائيلي «حوّل نحو 370 مليون شيكل (105 ملايين دولار) لحساب وزارة المال، وستصرف رواتب موظفي السلطة اليوم (أمس)». بدوره، قال مدير مركز الإعلام الحكومي، غسان الخطيب، إن استجابة إسرائيل لتحويل الضرائب «يمثّل نجاحاً للجهود الفلسطينية على المستوى الدولي للضغط على إسرائيل لتحويل هذه المستحقات»، فيما رآه البعض محاولة من إسرائيل لامتصاص غضب الشارع حيال الجرائم التي ارتكبها جيشها في لبنان والجولان وغزة والضفة الغربية. وكان رئيس نقابة العاملين في الوظيفة العمومية، بسام زكارنة، قد أكد أن «رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين في الضفة الغربية وغزة ستصرف الاثنين (أمس) في جميع البنوك». وطالب الحكومة «بوضع خطة لمواجهة الممارسات الإسرائيلية المتوقع أن تتكرر، شاكراً البنوك التي أعلنت أنها ستصرف سلفاً للموظفين، وكذلك سلطة النقد التي كانت الأسرع في معالجة قضية الشيكات مع البنوك ومجموعة الاتصالات وشركات الكهرباء ومصلحة المياه والسائقين والمؤجرين وغيرهم».