عمان | غداة المواجهات التي شهدتها ساحة الجندي المجهول، في منطقة الكرامة المحاذية للحدود الفلسطينية، خلال إحياء ذكرى النكبة، أول من أمس، عاد السؤال عن استخدام رجال الأمن العنف، ولا سيما أن المواجهات كانت من جانب واحد بحسب المشاركين، وسط اتهامات للقوى الأمنية باستخدام البلطجية لمهاجمة الفلسطينيين، وهو ما أعاد الجدل على الهويّة، ولا سيما أن مظاهر احتفالية جرت ضد الاعتصام في منطقة الكرامة، ما انعكس أيضاً سجالات على موقع التواصل الاجتماعي بين «أردني» و«فلسطيني ـــــ أردني».وكشفت الشهادات، التي أدلى بها المشاركون في المسيرة، عن حالة الرعب والعنف التي تعرضوا لها من الدرك وبلطجيّة شاركوهم في تفريق المتظاهرين، وسط تساؤلات متجدّدة عمّن يحاسب رجال الدرك، الذين استخدموا الهراوات ومسيّل الدموع لتفريق المسيرة التي انطلقت عصر الأحد من أمام ساحة مسجد الكالوتي باتجاه الحدود الأردنية الفلسطينية لإحياء الذكرى الـ 63 للنكبة الفلسطينية.
ومنعت قوات الأمن الموجودة في محيط منطقة الجندي المجهول المسيرة من مواصلة طريقها باتجاه الجسر، حيث طوقت المشاركين فيها. ونتج من التدخل الأمني العنيف لقوات الدرك ومكافحة الشغب عدد من الإصابات في صفوف المشاركين في المسيرة، كذلك اعتقل عدد آخر، بينهم ناشط تركي.
وأقدمت مجموعة من المواطنين «البلطجيّة» على مهاجمة المسيرة، وأكد أحد المشاركين أن قوات الأمن سهّلت الاعتداء على المسيرة بواسطة بعض المواطنين الذين استخدموا العصي والحجارة، وبعدما استطاع عدد من المشاركين اجتياز الطوق المفروض عند منطقة الجندي المجهول، جرى إطلاق نار في الهواء لمنع تقدمهم.
وبحسب المشاركين، فإن النار أطلقت من مكان مجهول لا من قوات الأمن، وقد أجبروا على العودة مشياً باتجاه منطقة الجندي المجهول.
وقد حطّم عدد من السيارات العائدة للمشاركين في المسيرة. وشهدت المنطقة بعد تفريق المسيرة حالة احتفالية من المواطنين، عبّروا عنها بإطلاق الرصاص وترديد عبارات مناهضة للاعتصام.
وقالت مصادر طبيّة في مستشفى الشونة إن 43 شخصاً راجعوا المستشفى. وقال المصدر إن الإصابات توزعت بين رضوض وكسور وجروح قطعية في الرأس. كما راجع المستشفى الإسلامي 15 شخصاً معظمهم من الوفد التركي، الذي شارك في التظاهرة. ووصف مصدر طبي في المستشفى حالة المراجعين بالمستقرة، فيما وصل إلى المستشفى شاب في العشرين من العمر مصاب بعيار ناري. وبحسب الأمن العام، فإن المصاب لا يعلم مطلق النار، وإنه يدّعي على الفاعل في حال التعرف عليه.
بدوره، عزا وزير الدولة لشؤون الإعلام طاهر العدوان أحداث يوم الأحد الماضي عند نصب الشهداء إلى غياب التواصل والتنسيق بين الحكومة وأجهزتها من جهة، وبين ما يجري على الأرض من نشاطات وفعاليات شعبية. وفيما تمنى العدوان على المنظّمين لو أنهم قاموا بدور تنظيمي كما هو مطلوب، أوضح أن قوات الأمن منعت المشاركين من الاقتراب نحو جسر الملك حسين حفاظاً عليهم.
وقدم العدوان اعتذاره لجميع الصحافيين الذين تعرضوا للضرب، معرباً عن قلقه العميق على حرية الصحافة في ظل الظروف المشابهة. وقال «أعبر عن شعوري العميق بالقلق على حرية الصحافة بعد تكرار الحوادث التي يتعرض فيها الصحافيون وكاميراتهم للضرب والتكسير. وهو ما يتطلب جهداً رسمياً وأمنياً أكبر لحماية الصحافيين وتمكينهم من أداء عملهم. وأقدم اعتذاري الشخصي لكل صحافي تعرض لمثل هذه الحوادث المؤسفة».