حيفا | يكتسب إحياء ذكرى النكبة الثالثة والستين للشعب الفلسطيني هذا العام زخماً خاصاً في خضمّ الثورات التي يشهدها العالم العربي، وسقوط نظام كل من حسني مبارك في مصر، وزين العابدين بن علي في تونس، إضافة إلى المصالحة الفلسطينية بين حركتي «فتح» و«حماس». ورغم أن نتائج المصالحة لم تظهر بعد، فقد بثّت روحاً إيجابية في الشارع الفلسطيني. ونجاح هذه المصالحة بالنسبة إلى الشارع يتمثل بالتحركات الشعبية. ويبدو هذا واضحاً من خلال التجهيزات لإحياء ذكرى النكبة داخل الخط الأخضر وخارجه؛ فلم يكتف فلسطينيّو الـ 48 هذه المرة بمسيرة العودة التقليدية التي تسير عادة في يوم احتفال الدولة العبرية بـ«الاستقلال»، بل هم يستعدون لإطلاق عشرات النشاطات غداً الأحد. ففي مدينة يافا الفلسطينية، التي هجّر معظم أهلها خلال النكبة، قررت مجموعات شبابية من جميع الأحزاب العربية الفاعلة، منها حركة «29 آذار» وحركة «الشبيبة اليافية»، إحياء مسيرة احتجاجية اليوم، ستطوف شوارع المدينة وتنتهي بمهرجان خطابي وفني. وجاء في بيان الدعوة إلى التظاهرة: «نحن شباب جديد للنضال من دون خطابات مستهلكة، ومن دون مظاهر فئوية، ليتعدّ الأمر إحياء ذكرى وليكن رافعة تعبوية، بها نستلهم النضال نحو خطواتنا المقبلة». وتأتي هذه المسيرة بعد نشاط أحيته مجموعات شبابية في مدينة اللد، في وقت أحيت فيه قرية باقة الغربية في المثلث الفلسطيني نشاطاً كبيراً أمس، تضمن مسيرة خيول وعرض أفلام قصيرة. ومن المفترض أيضاً أن تنظم مسيرة تنطلق ظهيرة يوم غد بعنوان «الطريق إلى مارون الراس»، حيث سيسير المتظاهرون على مقربة من الشريط الحدودي للجنوب اللبناني.
وكانت مواجهات قد اندلعت أمس بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في أحياء وبلدات عدة في القدس الشرقية. وقال شهود إن مواجهات اندلعت عقب صلاة الجمعة في منطقة حي الطور، عمد خلالها الشبان الفلسطينيون الى رشق القوات الإسرائيلية بالحجارة، فردت بدورها بإطلاق أعيرة مطاطية وقنابل مسيلة للدموع. في المقابل، رفعت الشرطة الإسرائيلية في القدس المحتلة والداخل الفلسطيني حالة التأهب تحسباً لأي طارئ قد يحدث أثناء النشاطات. كذلك، رفع الجيش الإسرائيلي جهوزيته أيضاً في المناطق الفلسطينية المحتلة. وقال وزير الجبهة الداخلية متان فيلنائي في محاضرة في جامعة تل أبيب: «التهديد الحقيقي يكمن في التظاهرات الضخمة، ونحن سنحاول معالجة الأمر من دون استعمال إطلاق النار الحي». وأضاف إن «شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية تملأها دعوات الغضب ضد إسرائيل. أعتقد أن الفلسطينيين سيحاولون القيام باحتجاج شعبي، كما تعلّموا من إخوتهم في ليبيا ومصر».