فيما تراوح المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية مكانها، تعهّد المحتجون أمس بمواصلة الاحتجاجات حتى إسقاط صالح، مقدمين المزيد من القتلى وداعين دول الخليج إلى سحب مبادرتها جدد المحتجون اليمنيون أمس رفضهم للمبادرة الخليجية المطروحة لحل الأزمة اليمنية، مستبقين انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي المقررة اليوم، فيما واصل رئيس الوزراء اليمني، محمد على مجور، تنقله بين الدول الخليجية، في محاولة لضمان استمرار وقوف دول مجلس التعاون الخليجي في صف الرئيس اليمني، بعدما تعمد تعطيل المبادرة.
وبعد يوم من إعراب المعارضة عن أملها بموقف عملي من دول مجلس التعاون الخليجي بسبب «مراوغات» النظام، وتحذيرها من تدهور «خطير» في أوضاع البلاد، دعا المحتجّون الدول الخليجية إلى سحب مبادرتها، وطالبوا بالتنحي الفوري للرئيس علي عبد الله صالح، مجمعين على أن رفض الأخير التوقيع على الاتفاق قبل اسبوع إشارة واضحة إلى أنه لا ينوي التنحّي سريعاً بعد 32 عاماً في المنصب.
كذلك أبدى المحتجّون غضبهم من التعامل الرسمي لدول الخليج مع مبعوثي صالح، وعدم الالتفات الى مطالبهم، بالتزامن مع تأكيدهم عدم اقتناعهم بطروحات قادة المعارضة، ودعوتهم المحتجين في عموم المحافظات الى الخروج عن «بيت الطاعة»، والتصعيد اليومي لأنشطة «الثورة السلمية، بعيداً عن وصاية من جعلوا أنفسهم أوصياء على الثورة دون وجه حق».
بدوره، أبدى رئيس تحرير يومية «الأولى» الواسعة الانتشار محمد عايش، استغرابه من نظرة الخليجيين الى الثورة اليمنية، منتقداً مواصلة هذه الدول استقبال مبعوثي صالح، «كأن لا وجود لثورة شعبية صاخبة ضد صالح، ونظامه الذي يوغل يومياً في سفك المزيد من الدماء». وتساءل لماذا يخاف «أمراء الخليج وسلاطينه من شعوب العالم كله، ولا يحسبون أي حساب للشعب اليمني؟ لماذا لا يراعون مشاعر هذه الملايين الغاضبة في الساحات والشوارع؟ من أين يأتي كل هذا الاستخفاف؟».
أما الأمين العام لحزب الحق، حسن محمد زيد، فحاول التخفيف من وطأة اتهامات شباب الثورة لأحزاب اللقاء المشترك بالتقصير، قائلاً «نحن دعاة السلمية لأننا نعتقد يقيناً أن أفضل وأسلم وسيلة للانتصار على الآلة العسكرية غير الأخلاقية، التي تتحصنُ بها الديكتاتوريات المتخلفة هي مواجهتها بالصدور العارية».
وأضاف المعارض اليمني «الأعمال بالنيات، ونيات قادة اللجنة التحضيرية والمشترك لا يمكن الشك فيها، ومع الشباب الحق في ما ذهبوا إليه خصوصاً، وقد تجلّت المبادرة في نسختها الرابعة قتلاً كاملاً للثورة، وتحويلها الى مجرد خلاف بين المشترك وشركائه والمؤتمر وحلفائه»، في اشارة الى إصرار صالح على التوقيع على المبادرة بصفته رئيساً لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم، وتمسك المعارضة بضرورة توقيعه عليها بصفته رئيساً للجمهورية.
وبشأن موقف دول الخليج من المبادرات المتكررة، التي حملت أخيرتها انحيازاً لمطالب صالح، قال زيد «لا يمكن الجزم بأن دول الخليج ممثلة بوزراء الخارجية، كانت في صورة التعديل بل أميل الى الاعتقاد أنه مجرد اجتهاد من الأمين العام عبد اللطيف الزياني». وأضاف «ربما بموافقة أحد الوزراء أو الرئيس الدوري للمجلس، روعي الرئيس صالح دون وعي بمخاطر التعديل على المبادرة الخليجية، وعلى مكانة حكومات الخليج في نفوس الشباب اليمني الثائر، وعلى مشاعرهم».
في غضون ذلك، استمر النظام اليمني في تصعيد مواجهته للمعتصمين في مدينة تعز، متسبباً في مقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة العشرات، عندما حاولت قوات الامن اليمنية تفريق اعتصام في تعز جنوبي صنعاء. وأفاد مصدر طبي وشهود العيان أن ثلاثة من المتظاهرين قتلوا، عندما حاولت قوات الامن اليمنية تفريق اعتصام في تعز، فيما اصيب العشرات بالرصاص في مواجهات في إب بينما كانوا يحتجون على قمع المتظاهرين في تعز.
إلى ذلك، أكد المدير التنفيذي لـ«منظمة برلمانيون يمنيون ضد الفساد» عبد المعز دبوان، لقناة «الجزيرة» كشف عمليات إتلاف وإخفاء كمّ هائل من الوثائق والمستندات المهمة التي تدين النظام اليمني في عدد من المرافق الحكومية، منها «رئاسة الجمهورية ووزارة الأوقاف ومصلحة عقارات الدولة وأراضيها»، فيما نقلت أسبوعية الأهالي عن مصادر مطلعة قولها «إن أوراق الاقتراع الخاصة بالانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2006 أحرقت في دار الرئاسة خلال الأيام الماضية.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)