خاص بالموقع | عشية الاجتماع الثاني لممثلي دول «مجموعة الاتصال» حول ليبيا في روما، تتواصل العمليات العسكرية في مدينة مصراتة المحاصرة منذ أسابيع، حيث قتل خمسة أشخاص على الأقل جرّاء قيام القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي بقصف ميناء المدينة. وبعد ليلة هادئة شهدتها مدينة مصراتة الساحلية، استؤنفت المعارك أمس في غرب وجنوب غرب المدينة على مسافة بضعة كيلومترات من الوسط.وقال متحدث باسم الثوار في المدينة إنه نتيجة قصف كتائب القذافي للأحياء السكنية سقط خمسة قتلى على الأقل.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، إن إيطاليا «ستبحث مع المنظمات الدولية، مثل حلف شمالي الأطلسي، ومع حلفائنا، في تحديد نهاية» العمليات في ليبيا. وشدد على أن بلاده «لا تنوي إرسال قوات برية ولا احتلال ليبيا».
وتزامن هذا التصريح مع إعلان موافقة مجلس النواب الإيطالي على مشروع قرار بشأن طبيعة المهام العسكرية التي تقوم بها القوات الإيطالية في الجماهيرية.
في هذا الوقت، أعرب الأمين العام للحلف الأطلسي، اندرس فوغ راسموسن، عن تأييده تمويل الثورة الليبية حتى سقوط العقيد القذافي، وهي مسألة يفترض أن تبحثها مجموعة الاتصال حول ليبيا في روما اليوم الخميس.
وقال راسموسن «أنا أؤيّد تماماً اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لممارسة أشد الضغوط على نظام القذافي بهدف حماية المدنيين في ليبيا».
وقال راسموسن الذي يشارك في اجتماع روما اليوم «أعتقد أن إجبار القذافي على الاستقالة سيؤدي إلى حماية المدنيين الليبيين، ومن هذا المنظار أرى أن من المفيد ضمان قدرة المعارضة على تمويل نفسها كما ينبغي»، مشيراً إلى أنه يتوقع مناقشة هذه المسألة في روما.
ويأمل المجلس الوطني الانتقالي (ممثل الثوار) الذي يتخذ بنغازي (شرق ليبيا) مقراً له الحصول في روما على دفعة مسبقة بقيمة ثلاثة مليارات دولار ترهن بتسليم دفعات من النفط الليبي في المستقبل.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، لتلفزيون «فرنسا 24» «هناك أصول ليبية مجمّدة وتسييلها صعب لأسباب قانونية».
وأكد جوبيه أن هدف التدخل العسكري الدولي في ليبيا «ليس قتل القذافي» بل «قصف أهداف عسكرية» لطرابلس، ووقف غارات الحلف الأطلسي في أقرب وقت، معتبراً مقتل ابن القذافي من «الأضرار الجانبية».
وأعرب عن «الأمل بألا يدوم ذلك أكثر من بضعة أسابيع وبضعة أشهر على أبعد تقدير، لكن من السابق لأوانه التحدث عن مأزق».
في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة «ال سولي 24 أوري» الإيطالية الاقتصادية، أن إيطاليا والولايات المتحدة قد تُنشئان صندوقاً لتمويل المعارضة في ليبيا.
وقالت الصحيفة إن إيطاليا وضعت خطة «ستكون تحت إشراف أميركا ومراقبتها، لكن إدارتها ستعهد إلى مسؤولين في النظام المصرفي الإيطالي»، من دون كشف مصادرها.
وأوضحت أنه ستودع في الصندوق «أرصدة مجمدة لنظام القذافي وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي». وستحوّل إيرادات هذه الودائع التي ستشمل الإيرادات النفطية إلى الثوار.
في المقابل، أعلن وكيل وزارة الخارجية الليبي، خالد الكعيم، أن هيئات حكومية ليبية تملك ما يقرب من 25 مليون فرنك سويسري في حسابات مصرفية في سويسرا.
وقال للصحافيين «الأموال المودعة في حسابات مصرفية في الخارج جزء من المحفظة الاستثمارية للحكومة في الخارج»، مضيفاً «وإذا وجد بنس واحد من مال الزعيم.. فلكم أن تأخذوه وتعطوه لأي شخص».
من جهة ثانية، أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، أن تورط حزب الله في الأزمة التي تشهدها بلاده يعدّ أمراً «غير دقيق الآن»، غير أنه أكد أنه إذا ثبت ذلك فسيجري «فضح» هذا الأمر و«التحدث عنه» في كل وسائل الإعلام.
وتوقع إبراهيم، في حديث إلى صحيفة «صباح أويا»، زيادة كبيرة في مواقف مجموعة التكتلات الدولية والدول الفردية التي تسعى إلى المساهمة في دعم الحل السلمي في ليبيا خلال الأيام المقبلة.
ولفت في هذا الصدد إلى أن الحاجة تتطلب أن تصبح هذه المواقف التي عدّها «متشتتة» في «موقف دولي صلب واحد».
وقال «إن هذا الأمر يحتاج إلى وقت وعمل، وفي الأسابيع المقبلة نتوقع أن ينجح الأمر ويسهم كثيراً في حل الأزمة الليبية»، متوقعاً في هذا الصدد أن تقدم «العصابات» وحلف شمالي الأطلسي على «القبول بالمفاوضات والحوار والبدء بهما خلال الأسابيع» المقبلة.
إلى ذلك، أعلن مدّعي المحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، أن لديه «أدلة وثيقة» على جرائم ضد الإنسانية ارتُكبت في ليبيا، متوقعاً صدور مذكرة توقيف بحق خمسة أشخاص قريباً.
وأضاف المدّعي أن لديه أدلة على استعمال قنابل عنقودية ضد المدنيين، وكذلك «معلومات عن عمليات اغتصاب» ارتكبها جنود القذافي. وفي ما يخصّ المتمردين، هناك معلومات عن اعتداءات استهدفت في بنغازي أفارقة يشتبه في أنهم مرتزقة لحساب نظام القذافي.
وقد أعلن مورينو أوكامبو في الثالث من آذار فتح تحقيق في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا، يستهدف خصوصاً العقيد القذافي وثلاثة من أبنائه.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)