نشطت السياسة الإيرانية على خطين عربيّين، حيث تقاطعت زيارة قام بها وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي إلى الدوحة مع اتصال أجراه بنظيره المصري نبيل العربي. وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن الوزيرين بحثا في هذا الاتصال الهاتفي الأول بينهما «التطورات الأخيرة في العلاقات بين البلدين»، مضيفاً أنهما تطرّقا أيضاً إلى «موقف إيران من الاتفاقات التمهيدية بشأن فلسطين». في هذه الأثناء، أكد رئيس الوزراء المصري، عصام شرف، أن لمصر وإيران تاريخاً طويلاً مشتركاً. وأوضح، خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المصرية في القاهرة، أن مصر الثورة مستمرة في الانفتاح على إيران. وأشار شرف إلى جولته الأخيرة في الخليج، التي قال خلالها لقادة هذه الدول المتخوفين من إيران، «نحن ليس لدينا سفارة في طهران، لكن أنتم لديكم سفارات، وليس بيننا سوى مكاتب رعاية مصالح، وإيران ليست عدو، وبيننا تاريخ طويل مشترك».
بدوره، أعرب وزير الخارجية الإيراني، خلال مؤتمر صحافي عقده في الدوحة، عن أمله أن تتطور العلاقات الإيرانية المصرية يوماً بعد آخر، لما لذلك من تأثير كبير على تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة. وأعرب عن شكره لمساعي الحكومة المصرية لتحقيق الوحدة بين الفصائل الفلسطينية، معتبراً أن اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح «يخدم مصالح الشعب الفلسطيني، وأنه عامل يخدم المقاومة ضد العدو الصهيوني».
وبشأن الإجراءات المتخذه لحل الأزمتين البحرينية واليمنية قال «لقد تقرر متابعة القضية البحرينية بجدية عبر إجراء مشاورات في هذا الصدد، وهناك جهود كثيرة تبذل لحل الأزمة اليمنية سلمياً». وأشار إلى موقف طهران من الأزمة البحرينية، قائلاً «نحن نرى أن الأوضاع في البحرين تدخل في إطار الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مصر وتونس وتشهدها ليبيا وبعض الدول العربية، وأن هذه القضية لا ترتبط بموضوع السنّة والشيعة أو العرب والفرس، بل نرى أنه موضوع داخلي بحت». وتطرق إلى نتائج زيارته لدولة قطر ومباحثاته مع كبار المسؤولين القطريين، واصفاً العلاقات القائمة بين طهران والدوحة بأنها عريقة. وشدّد على أهمية الدور الفاعل لدولة قطر في تسوية القضايا الإقليمية، قائلاً «إننا لن ننسى المساعي القطرية للتوصل إلى حل للمشكلة اللبنانية، مشيراً إلى أن «دور قطر كان مؤثراً في غزة، وكذلك خلال الحرب على لبنان».
بدوره، وصف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، مكانة‌ إيران في المنطقة بالمهمة، مشدداً على أن وجود إيران إلى جانب قطر يساعد على تسوية قضايا المنطقة. وعن زيارة صالحي للدوحة، قال «كان هناك لقاء صريح وجيد، وأجرينا محادثات جيدة كما في المرات السابقة».
(أ ف ب، إرنا، مهر)