أكّد شباب ائتلاف حركة «24 آذار» مواصلة مطالبهم المتمثلة في التغيير والإصلاح، وأن ما يتعرّضون له من محاولة للتهميش والإساءة من جانب الحكومة ووسائل إعلامها لن ينال من عزيمتهم، معلنين عزمهم على تنظيم تظاهرات واعتصامات وفعاليات ثقافية تعبّر عن مطالبهم السلمية في الإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد وتقديم الفاسدين إلى القضاء.ونظم شباب الحركة، مساء أول من أمس، فعالية في دوار «باريس» بجبل اللويبدة، أحد جبال العاصمة الأردنية عمّان، تخلّلها تعريف الجمهور بالحركة ومطالبها الإصلاحية، وأمسية غنائية ردّد فيها الشباب أغاني للشيخ إمام وزياد الرحباني تعبّر عن الحالة التي تمثّلهم.
وقال أحد أعضاء الحركة، إبراهيم الجمزاوي، إن ائتلاف الحركة، الذي بات يجمع مختلف تيارات الحراك الشبابي الأردني في مختلف المدن والمحافظات، حدّد مطالبه. وأضاف إن «كل ساحات الأردن هي مكان للتعبير عن هذه المطالب»، مشيراً الى أن الحركة تعتزم القيام بعدة أنشطة مهمة بهذا الصدد «نريد إصلاحات دستورية ورفع القبضة الأمنية عن الحياة العامة. نريد محاربة الفساد واسترداد حقوق الشعب».
وتساءل الجمزاوي «هل هذه المطالب السلمية تحتاج الى عناصر أمنيين لمواجهتها»، قبل أن يضيف «لأن المتهمين بالفساد وكل من تواطأ معهم سيدافع عن نفسه حتى الرمق الأخير».
وعبّر عضو حركة «24 آذار» عن أسفه لما تتعرّض له الحركة من «تشكيك وتخويف وتضليل تقودها الحكومة ضدّها». وقال «لدينا نشاط قادم وقوّي جداً ومناسب لحجم المطالب على قاعدة حقنا الدستوري للوصول الى مطالبنا»، نافياً أن تكون الحركة «قد تراجعت بعدما تعرضت للقمع في ميدان جمال عبد الناصر في وقت سابق». وتابع «نحن لم نتراجع عن مطالبنا، كما أننا خضنا حوارات واسعة، ودُمجت 15 هيئة وحركة شبابية في 24 آذار، وجرى ترتيب الوضع الداخلي من أجل الاستمرار من خلال حراك سلمي»، كذلك نفى أن تكون الحكومة قد أقامت حواراً مع أعضاء الحركة.
بدوره، شدّد عميد الأسرى الأردنيين السابق في سجون الاحتلال الإسرائيلية، سلطان العجلوني، على أنّ الحراك الشبابي مستمر وسلمي، وأنه ليس بمعزل عما يجري حوله في الوطن العربي. وحذّر من أن «إغلاق الأبواب في وجه الإصلاح السلمي سيؤدي في ما بعد الى عنف، وما حصل في اعتصام السلفية الجهادية قبل أسبوع في مدينة الزرقاء نموذج، نرفضه، حيث قدم أعضاء التيار السلفي الجهادي هدية إلى الحكومة، فيما الناس لم يبدوا أي تعاطف معهم في أسلوبهم في التظاهر من أجل تحقيق مطالبهم».
وعمّا تعرّض له أعضاء حركة «24 آذار»، ومن ضمنهم العجلوني، في ميدان جمال عبد الناصر، من ضرب خلال قمع الاعتصام، قال إن «العنف بدأته الحكومة، العنف الجسدي والإعلامي والقضائي». ولفت الى أن هناك مخاوف يمكن أن تصبح واقعاً إذا ما استغلتها جهات أجنبية تطمع بالعبث في أمن البلد، قائلاً «نحن كحركة مطالبنا إصلاحية وبطرق سلمية، ولن ننجرّ الى العنف، لكن هناك مخاوف من أن جماعات سلفية وأجهزة استخبارية معادية يمكن أن تؤجّج وتحرّض على العنف».
وخلص العجلوني الى أن الوضع الحالي مشحون، وأن الإعلام المحلي يحرّض على المطالبين بالإصلاح، لافتاً الى أنه «كان على الإعلام الأردني أن يدعو الجميع إلى الحوار بدل التحريض على المطالبين بالإصلاح والتغيير».
وفي السياق نفسه، أكد معاذ الخوالدة، أحد أبرز أعضاء «24 آذار» أن «الحركة لن تنقطع عن مواصلة رفع مطالبها بعد أحداث ميدان جمال عبد الناصر». وقال «وجودنا اليوم لإعلان توحيد مطالبنا هو إصرار على المطالبة بالإصلاح، الذي يصب في مصلحة الوطن والشعب الأردني، وحراكنا ليس للاعتصام بل لدينا أنشطة متنوعة، وتشمل كل أطياف الشعب الأردني من خلال التعبير السلمي». وعبّر الخوالدة عن استيائه ممّا قامت به الحكومة خلال اعتصام ميدان عبد الناصر، ومن الطريقة التي اتّبعتها في فض الاعتصام، قائلاً «الحكومة غير جادة في الإصلاح، بدليل أنها بعد الهجوم علينا واتهامنا بأننا خارجون عن القانون، رأينا كيف حُوِّل بعض الشباب الى المحاكم، نحن منفتحون على الجميع، لكن لم يستجَب لمطالبنا».
وشدّد الخوالدة على أنّ شباب «24 آذار» مستمرون حتى تحقيق مطالبهم بالإصلاح والتغيير، أما بالنسبة إلى الحكومة، فقد «آن الآوان لرحيلها، ووصلت الى مرحلة لا تحتمل، وهي سبب في تفتيت النسيج الوطني». وطالب بحكومة وحدة وطنية قادرة على حمل لواء راية الإصلاح في المرحلة المقبلة، قائلاً «نطالب بحكومة برلمانية منتخبة تدل على التغيير الديموقراطي الذي نطالب به».