نفت كل من القاهرة وطهران، أمس، التقارير التي تحدثت عن رفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين وتبادل السفراء، تزامناً مع لقاء وزيري خارجية مصر والسعودية في الرياض، حيث كانت إيران في قمّة جدول الأعمال.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، إن «المعلومات حول تعيين سفراء أو قرارات أخرى متسرعة قليلاً، رغم استعدادنا للقيام بخطوات الى الأمام عندما يكون أشقاؤنا المصريون مستعدين» لاستئناف العلاقات. وأضاف «نرى أن تطور العلاقات بين ايران ومصر في مصلحة الشعبين والمنطقة». وأكّد أنه «بعد الأحداث في مصر ووصول حكومة الى السلطة مدعومة من الشعب، أعلن المسؤولون في البلدين أنهما يرحّبان باستئناف العلاقات بين البلدين».
وفي القاهرة، نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية المصرية «الأنباء التي أفادت بأن إيران عيّنت سفيراً لها لدى مصر». وقال «لا صحة إطلاقاً لتلك الأنباء، حيث إن العلاقات بين البلدين قائمة على مستوى رؤساء أقسام رعاية مصالح فقط».
وقطعت إيران علاقاتها الدبلوماسية مع مصر في 1980 بعد الثورة الإسلامية احتجاجاً على اعتراف القاهرة بإسرائيل عام 1979.
وكانت قناة «برس تي في» الإيرانية قد أفادت بأن إيران عيّنت سفيراً لها لدى مصر للمرة الأولى منذ 30 عاماً هو علي أكبر سيبويه، دبلوماسي مخضرم وابن رجل دين كبير.
كذلك كان وزير الخارجية المصري نبيل العربي قد أعلن في بداية نيسان استعداد مصر لفتح «صفحة جديدة» مع طهران. وأضاف أن «مصر تفتح صفحة جديدة مع جميع بلدان العالم بما فيها إيران»، وهو ما أزعج السعودية التي تعيش حالياً حالة من التوتر المتصاعد مع غريمتها اللدود ايران.
وفي هذا السياق، اجتمع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض مع وزير الخارجية المصري وتباحثا في العلاقات الثنائية والتطورات الراهنة في المنطقة العربية وخصوصاً العلاقة مع إيران.
وقالت مصادر مطلعة إن العربي، الذي زار الرياض لساعات، نقل رسالة من القيادة المصرية إلى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز. وأضافت أن الفيصل بحث مع العربي «مستقبل العلاقات المصرية ـــــ الإيرانية، التي شهدت تحسناً نسبياً خلال الأيام الماضية».
وجرى البحث أيضاً في الوضع اليمني وتطوراته، في ضوء المبادرة التي طرحتها دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تدعو الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى تسليم السلطة لنائبه وتأليف حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة. كذلك تطرق المسؤولان إلى «الأوضاع في سوريا وليبيا».
ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء المصري عصام شرف السعودية يوم الاثنين المقبل ليومين، يرافقه عدد من الوزراء.
وتأتى زيارة رئيس الوزراء المصري للسعودية، وهي الأولى له منذ توليه المسؤولية عقب ثورة «25 يناير» التي أطاحت النظام المصري السابق برئاسة حسني مبارك، ضمن جولة له في المنطقة الخليجية بهدف دعم التعاون الاقتصادي، وبحث سبل ضخ رؤوس أموال خليجية في الفترة المقبلة لدعم الاقتصاد المصري.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)