عمان | تواصل السلطات الأردنية حملة الاعتقالات، التي بدأتها يوم الجمعة، في صفوف ما يعرف بالتيار السلفي، والتي طاولت حتى يوم أمس ما يزيد على 120 شخصاً، بينهم عدد من أبرز رموز التيار، مثل أبو محمد الطحاوي واثنين من أبنائه، وسعيد الخضري وأبو حارث الضمور. وتؤكد مصادر أمنية أن حملة الاعتقالات تركّزت في مدن الزرقاء وعمان والرصيفة، بعدما تلقّت أجهزة الأمن تعليمات بملاحقة كل من كان موجوداً من أعضاء التيار خلال أحداث العنف التي شهدتها مدينة الزرقاء يوم الجمعة الماضي، أثناء اعتصام السلفيين للمطالبة بالإفراج عن معتقليهم في السجون الأردنية البالغ عددهم 200 شخص.
وأعلن محامي الحركات الإسلامية، موسى العبد اللات، أنه يجهل مكان اعتقال عدد من نشطاء التيار، وخصوصاً أبو محمد الطحاوي. وقال إنه راجع شرطة الزرقاء بشأنه، إلا أن الشرطة نفت وجوده لديها. ورجّح أن يكون الطحاوي وغيره من معتقلي التيار موجودين في معتقلات دائرة الاستخبارات العامة. ودعا الدولة الى الحوار مع التيار السلفي وعدم فتح معارك معه، نافياً وجود تنظيم عسكري داخل التيار أو اتصالات مع القاعدة.
وتجدر الإشارة الى أنّ التيار السلفي ألغى اعتصاماً كان من المقرر تنفيذه على دوار الداخلية الثلاثاء الماضي، بعد تنفيذ الحكومة مطالبه بالإفراج عن أربعة من نشطائه، الذين اعتقلوا على خلفية مشاركتهم في مسيرات.
بدوره، أدان حزب «جبهة العمل الإسلامي» تهديد رئيس الوزراء معروف البخيت باستخدام القوة للتصدي لكل من يحاول زعزعة الأمن. وحمّل، في بيان له، الحكومة مسؤولية ظاهرة البلطجة، التي انتشرت في الأردن مع انطلاق الحراك الشعبي المطالب بإصلاحات سياسية.
وحذرت الجبهة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، من عواقب ما سمّي الأمن الخشن. وأكدت أنها سياسة عقيمة كما ثبت في بلدان مجاورة. ودعت الى الالتزام بالقوانين واحترام المؤسسات. وأوضحت أن مهمة الأجهزة الأمنية التي تستنفر عند كل تظاهرة هي توفير الحماية للمتظاهرين، لا الوقوف بين من يمارسون حقهم في التعبير، ومن يردون بالاعتداء عليهم لفظياً وجسدياً.
وعبّرت الجبهة عن أسفها للأحداث الدامية التي شهدتها مدينة الزرقاء، مؤكدة سلمية المسيرات، وعدم الانجرار إلى أعمال عنف مضاد يكون الخاسر الوحيد فيها هو الوطن. وأشارت إلى أن التصدي للمسيرات السلمية بات ظاهرة منظمة مصونة من العقاب.
كذلك دانت قوى عشائرية وشخصيات ومنظمات مجتمع مدني الحادث الذي وقع بين الشرطة وأعضاء الفكر التكفيري السلفي.
وكان رئيس الوزراء معروف البخيت قد هدّد السبت باللجوء الى «سياسة الخشونة» لردع أيّ جهة تحاول الإخلال بالأمن أو الخروج على القانون.
من ناحية اخرى، عزا مراقبون عودة التيار السلفي الى الساحة السياسية وبهذا الحضور، الى تهميش دور جبهة العمل الإسلامي، وجماعة الإخوان المسلمين، التي تعدّ حركة سياسية إسلامية معتدلة.