كان يوم أمس، مغايراً لما سبقه من أيام الجمعة الاحتجاجية في العراق، إذ سُجل فيه تقدّم بالنسبة إلى المطالب، حيث خرج المئات بعد صلاة الظهر في مسيرات تطالب بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة، وبإسقاط حكومة نوري المالكي وإطلاق سراح المعتقلين ومحاربة الفساد والمفسدين.وقد تظاهر المئات من أهالي بغداد في ساحة التحرير بوسط العاصمة العراقية. وتؤشر مطالبة المتظاهرين بإسقاط الحكومة، في تاسع جمعة لتظاهراتهم الأسبوعية المستمرة منذ ما يزيد على الشهرين، إلى ارتفاع في سقف المطالب التي كانت تنحصر في توفير الخدمات، ومحاربة الفساد والبطالة وإطلاق سراح المعتقلين.
وقال شهود عيان إن المتظاهرين ردّدوا شعارات تطالب بتغيير الحكومة ورئيسها، ومن بينها «ارحل ارحل يا مالكي» و«هبّت رياح التغيير»، بينما شهدت ساحة التحرير ومحيطها انتشاراً أمنياً واسعاً.
وكانت قيادة عمليات بغداد قد حدّدت يوم الأربعاء الماضي 3 ملاعب رياضية في بغداد، هي الشعب والكشافة في جانب الرصافة والزوراء في جانب الكرخ، لتنظيم التظاهرات بدلاً من ساحتي التحرير والفردوس بوسط العاصمة، بحجة تأثير المتظاهرين على انسيابية حركة السير وأرزاق أصحاب المحال التجارية القريبة.
وتشهد مدن العراق منذ 25 شباط الماضي، تظاهرات تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد، نظّمها شباب عراقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر».
على المستوى الأمني، قُتل مدني عراقي بهجوم مسلّح في بعقوبة شمال شرق العاصمة، فيما أُصيب ضابط برتبة نقيب بانفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية في كركوك شمال العراق.
وقال مصدر في الشرطة إن مسلحين مجهولين فتحوا النار على سائق سيارة أجرة في منطقة جديدة الشط ما أدّى إلى مقتله.
وأوضح مصدر في شرطة محافظة كركوك أن انفجار عبوة ناسفة لاصقة بسيارة عسكرية لدى مرورها في منطقة الحي العسكري، قرب جامع صالح بهاء الدين وسط كركوك، أدى الى إصابة ضابط برتبة نقيب من الفرقة الـ12 في الجيش العراقي بجروح.
من جهة ثانية، عثرت الشرطة في مكانين مختلفين ببغداد على جثتين مجهولتي الهوية، إحداهما تعود إلى امرأة تبلغ من العمر42 عاماً قُتلت رمياً بالرصاص، والثانية لرجل.
إلى ذلك، قال متحدث باسم وزارة حقوق الإنسان، أمس، إنه اكتُشفت مقبرة جماعية فيها رفات أكثر من 800 شخص يعتقد أنها لمعارضين للرئيس المخلوع صدام حسين في غرب العراق.
وقال كامل أمين إن المقبرة التي عثر عليها في صحراء محافظة الأنبار الغربية ضمت رفات أكراد وشيعة ونساء وأطفال، وكانت من أكبر المقابر الجماعية، التي يُكشف النقاب عنها في السنوات الأخيرة. وقال أمين لـ «رويترز» إن المقابر تضم أشخاصاً من مختلف الطوائف، وإن التقارير المبدئية تشير الى أنهم معارضون سياسيون.
وأضاف إن عدد الجثث حتى الآن بلغ 822، لكنه قد يزيد، وإن الفنيين يتوقعون أن يصل العدد الى 900. وقال أمين إنه يعتقد أن هذه المقبرة الجماعية ترجع الى الثمانينات، ولا سيما أنه عثر على أدوية تنتهي صلاحيتها في عام 1984مدفونة بجوار الضحايا.
(أ ف ب، يو بي آي)