أكّدت برقية أميركية، تسرّبت إلى موقع «ويكيليكس» الإلكتروني، أن إسرائيل تستخدم الأراضي الأذربيجانية من أجل التجسس على إيران. وقالت صحيفة «هآرتس» إن البرقية، التي بعثتها السفارة الأميركية في العاصمة الأذربيجانية باكو في شهر كانون الثاني من عام 2009، استندت إلى محادثات بين دبلوماسيين في السفارة الأميركية ونظرائهم الإسرائيليين في باكو.وأفادت البرقية بأن إسرائيل وأذربيجان وقّعتا على صفقات أسلحة بمئات ملايين الدولارات، فيما كان هدف إسرائيل الأساسي هو الحفاظ على حلفها مع أذربيجان التي لديها حدود طويلة مع إيران. وأضافت أن إسرائيل وأذربيجان وقّعتا على اتفاقية بشأن مشروع مشترك لصنع طائرات صغيرة بدون طيار والصناعات العسكرية الإسرائيلية تمتلك 51 في المئة من أسهمه.
وجاء في البرقية الأميركية المرسلة من باكو إلى واشنطن أن «هدف إسرائيل الرئيسي من هذه العلاقات هو الحفاظ على أذربيجان حليفة ضد إيران، ورافعة من أجل الحصول على معلومات استخبارية، وسوقاً لمنتجات عسكرية». وأضافت أن صفقات الأسلحة تتيح لأذربيجان الحصول على منظومات أسلحة متقدمة لغرض الحفاظ على قدراتها العسكرية في ضوء احتمال اندلاع حرب بينها وبين أرمينيا. وأشارت إلى أنه خلال الحرب على غزة حظرت السلطات الأذربيجانية تنظيم تظاهرات قبالة السفارة الإسرائيلية، لكنها سمحت بتنظيم تظاهرات قبالة السفارة الإيرانية في باكو.
من جهة ثانية، أظهرت وثائق أميركية أن الولايات المتحدة أحبطت صفقات بين دول في أميركا اللاتينية وشركة استشارات أمنية إسرائيلية بسبب التخوف من إلحاق الشركة أضراراً أمنية بالولايات المتحدة. ووفقاً للوثائق، التي كشفتها «هآرتس»، فإن الولايات المتحدة عملت خلال السنوات 2008 – 2010 بنحو مكثف ضد شركة الاستشارات الأمنية الإسرائيلية «غلوبال سي اس تي» ورئيسها اللواء في الاحتياط يسرائيل زيف. وتبين من الوثائق أن سفارات الولايات المتحدة في أميركا الجنوبية هدّدت حكومات عدة بأنها إذا تعاملت مع زيف والشركة الإسرائيلية التي يرأسها، فستقطع الولايات المتحدة علاقاتها الأمنية بهذه الدول، وفي أعقاب ذلك قطعت حكومة بنما اتصالاتها بـ«غلوبال سي اس تي».
وتظهر وثائق مسربة من وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة راقبت عن كثب نشاط زيف وشركته في أنحاء أميركا اللاتينية، وأن الدبلوماسيين الأميركيين أرسلوا إلى واشنطن تقارير بشأن اتصالات زيف بحكومات كولومبيا وبيرو وبنما، وحاولوا إحباط صفقات ونجحوا في ذلك في عدة حالات.
ويتبين من الوثائق أنه إلى جانب المصلحة الاقتصادية، كان لدى الولايات المتحدة تحفظات على زيف نابعة من التخوف من أن نشاطه في أميركا اللاتينية يلحق أضراراً أمنية بالولايات المتحدة.
وفي نهاية عام 2009 مارست الولايات المتحدة ضغوطاً قوية على حكومة بنما لوقف التعاون بينها وبين زيف، وفي 25 تشرين الثاني عام 2009 التقت السفيرة الأميركية بربارة ستيفنسون برئيس بنما ريكاردو مارتنيلي ونائبه والوزير للشؤون الرئاسية وتحدثت معهم حول نشاط «غلوبال سي اس تي» في القارة اللاتينية.
وفي وثيقة ثالثة، نشرها موقع «هآرتس» أيضاً، وصف عضو الكنيست عن حزب العمل الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خلال لقاء مع دبلوماسي أميركي، زميله عضو الكنيست، رئيس الحزب السابق، عمير بيرتس بأنه عديم الخبرة وعدواني و«مروكي»، وهي كلمة استهزاء باليهودي المغربي الأصول. وقدر هرتسوغ، خلال اللقاء، أنّ وضع العمل يتحسّن في أعقاب قائمة المرشحين «الممتازة» التي طرحها العمل «والتي تضم أعضاءً أشكنازيين (يهوداً من أصول غربية) من أجل إحداث توازن للخلفية السفاردية (الشرقية) لبيرتس».
(يو بي آي)