كان من المقرر أن تصدّق اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس المحتلة على أربع خطط لتوسيع الاستيطان في المدينة، إلا أنّها أجّلت. وذكرت وسائل الإعلام العبرية، أمس، أنّ مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، مارس ضغوطاً عديدة على اللجنة للحيلولة دون التصديق على الخطط الأربع للامتناع عن «الحرج» قبيل جلسة الرباعية الدولية لشؤون الشرق الأوسط المتوقع عقدها يوم الخامس عشر من نيسان الحالي.ومن بين الخطط التي أُجّلت، خطة لبناء 942 وحدة سكنية في مستوطنة «غيلو»، حيث صدّقت عليها قبل أسبوع واحد اللجنة المحلية في بلدية القدس المحتلة. هذه الخطة، وفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أدّت إلى «غضب» الولايات المتحدة أثناء زيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز للبيت الأبيض الأسبوع الماضي، حيث أعربت الخارجية الأميركية عن «قلقها العميق» جرّاء التصديق على البناء. كذلك أجّلت خطة لإقامة 980 وحدة بناء في مستوطنة «هار حوما» (جبل أبو غنيم) و 625 وحدة أخرى في في مستوطنة «بسغات زئيف»، و180 وحدة في مستوطنة «راموت». وقالت أوساط مقرّبة من لجان التخطيط إنّهم «لم يتلقوا توضيحات لماذا تطرح الخطط وتؤجل».
وفي السياق، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن أنّ هناك «أزمة ثقة عميقة» تسود العلاقات بين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما في أعقاب إصرار الأخير على دعم اعتراف دولي بدولة فلسطينية بحدود عام 1967. وذكرت الصحيفة أنه «خلال مداولات عقدتها قيادة الحكومة الإسرائيلية في الأيام الماضية حُذّر نتنياهو من «أزمة آخذة بالتصاعد بين حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية».
وكتب كبير معلقي «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، أنّ أوباما مصر على إقامة دولة فلسطينية استناداً إلى حدود عام 1967 وأن موجة الثورات في العالم العربي «عزَّزت تأييده لإقامة الدولة الفلسطينية وزادت غضبه على السياسة الإسرائيلية».
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أنه لا أهمية فعلية لقرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن في المستقبل من شأن قرار كهذا أن يحوّل 600 ألف مستوطن في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة إلى خرق لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، ووجود الجيش الإسرائيلي في الضفة إلى انتهاك للقانون الدولي.
وأضافت الصحيفة أنه نتيجة لذلك، هناك نقاش داخل الجيش الإسرائيلي حول ما سيحدث في حال انسحاب الجيش من الضفة، وهناك ضباط كبار مقتنعون بأنّ السلطة الفلسطينية ستصمد، بينما يرى آخرون أنها ستنهار، ما سيؤدي إلى صعود حركة «حماس» إلى الحكم، وستشكل تهديداً لا على إسرائيل فقط، بل على الأردن أيضاً.
وقالت الصحيفة إن نتنياهو رفض الطلب الأميركي بالاعتراف بحدود 1967 على أنها أساس للمفاوضات. وأوضح، في رسائل بعثها إلى الإدارة الأميركية، أن قضية الحدود هي بطاقة المساومة الوحيدة التي بأيدي إسرائيل في المفاوضات، وأنه يحظر عليها التنازل عنها مسبقاً، وأن إعلاناً كهذا سيشكل خطراً على أمن إسرائيل وسيؤدي إلى سقوط التحالف الحكومي.