اعترف حلف شمالي الأطلسي أمس بقصف قوّاته دبابات تابعة للمجلس الوطني الانتقالي قرب مدينة البريقة الليبية، لكنه رفض الاعتذار من الثوار الليبيين مكتفياً بالأسف لسقوط ضحايا. وقال نائب قائد القوات المشتركة في عملية «الحامي الموحد»، الأميرال راسيل هاردينغ، «يبدو أن ضربتين نفّذناهما أمس (الخميس) أدتا إلى مقتل عدد من التابعين للمجلس الوطني الانتقالي، أو قوات من المجلس كانت تستخدم دبابات قتالية».
وأوضح هاردينغ أن الحادث وقع في شمال شرق مدينة البريقة، حيث يدور قتال على الطريق المؤدية إلى أجدابيا، شرق البلاد، مشيراً إلى أن الوضع في المنطقة «لا يزال متغيراً والدبابات وغيرها من الآليات تتحرك باتجاهات مختلفة، ما يصعّب تمييز الجهة التي تستخدمها». وقال إن قوات الأطلسي «لم تر المجلس الوطني الانتقالي يستخدم الدبابات حتى ذلك الوقت».
ورفض الحلف الأطلسي الاعتذار عن قصف دبابات للمعارضة المسلحة عن طريق الخطأ، متذرّعاً بأنه «لم يكن على علم بأن قوات (الثوار) تستخدم دبابات». وقال هاردينغ «لن أقدّم اعتذاراً». وأضاف «إذا أراد البعض عدّ ذلك مأزقاً، فلا بأس، لكن كل ما أقوله هو أن الوضع متغير لكن في نطاق ضيّق نسبياً».
من جهة ثانية، أعلن الجنرال الأميركي كارتر هام، الذي قاد المرحلة الأولى من الحملة الجوية على ليبيا، أن عمليات القصف الجوي الدولية نجحت في حماية المدنيين في إلى حدّ كبير، لكن نظام القذافي لن يسقط بالوسائل العسكرية على الأرجح.
ورداً على سؤال خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ عن فرص نجاح الثوار في «التقدم» الى طرابلس وإطاحة القذافي، قال «أقدّر أنه احتمال ضئيل». وعندما ألحّ عليه السناتور جون ماكين بالسؤال عمّا إذا كان الوضع قد وصل الى «مأزق» أو إلى «مأزق قريب»، قال «أوافق على ذلك ميدانياً». لكن المتحدثة باسمه اوانا لانغسكو قالت «لا مأزق.. بل على العكس، المجتمع الدولي يتقدم نحو إيجاد حلّ سياسي».
في هذا الوقت، أعلن وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، أمام الجنود المتمركزين في قاعدة عسكرية قرب الموصل، أن مشاركة بلاده في التدخل العسكري في ليبيا لن تكون سابقة لتدخلات أخرى مشابهة مستقبلاً في المنطقة. وأضاف غيتس «ما يحدث يمثّل تطوراً لا سابقة تاريخية له».
وتابع أمام نحو مئة جندي «ما يجعل ليبيا حالة خاصة هو الطلب الذي لا سابق له الذي قدّمته جامعة الدول العربية للتدخل ضد بلد عربي تسيء حكومته معاملة شعبها».
في هذا الوقت، أعلنت الحكومة الألمانية استعدادها لتقديم مساهمة عسكرية في مهمة إنسانية أوروبية في ليبيا، مدّعية أن ذلك لا يمثّل تغييراً في سياستها الخارجية.
وقال المتحدث باسم الحكومة، شتيفن تسايبرت، إن «وزيري الخارجية والدفاع أفادا الأربعاء خلال مجلس الوزراء، بأنهما مستعدّان مبدئياً لمشاركة الجيش الألماني في مهمة إنسانية للاتحاد الأوروبي في ليبيا»، في حال ورود طلب بهذا الشأن من الأمم المتحدة.
في المقابل، ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف»، أن واحداً من الدبلوماسيين الليبيين الخمسة الذين طردتهم بريطانيا لكونهم مصدر تهديد لأمنها القومي، فشل في مغادرة البلاد.
وقالت الصحيفة إنه يُعتقد بأن الدبلوماسي تورط في تمويل المتظاهرين المؤيدين للعقيد القذافي، ولا يزال في بريطانيا منذ أكثر من أسبوع، بعد منحه مهلة سبعة أيام للمغادرة.
من جهة ثانية، قال محقّقون من الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، إنهم سيزورون ليبيا هذا الشهر ليبدأوا تحقيقاً في انتهاكات قيل إن القوات الموالية للقذافي وقوات المعارضة التي تسعى لإطاحته ارتكبتها.
إلى ذلك، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن المتمردين في ليبيا بعثوا رسائل سرية إلى إسرائيل بواسطة يهود من أصول ليبية يعيشون في أوروبا وإسرائيل، طلبوا فيها مساعدات إنسانية. ووفقاً للصحيفة، قال المتمردون في رسائلهم إنهم بحاجة إلى أدوية، وخصوصاً مضادات حيوية. وطلبوا، في حال استجابة إسرائيل لطلبهم، عدم وضع ختم رسمي إسرائيلي وألّا تكون الأغلفة حكومية.
وأضافت أن المتمردين طلبوا في رسائلهم إجراء حوار هادئ مع إسرائيل، وإذا نجحوا في إسقاط العقيد الليبي معمر القذافي، يعتزمون الدفع باتجاه إقامة علاقات بين الدولتين.
وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية الإسرائيلية تلقّت الرسائل بمفاجأة كبيرة، وتوليها صدقية لكونها وصلت من عدة جهات لا تنسيق في ما بينها.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)