غزة | استشهد عشرة فلسطينيين وأصيب نحو 57 آخرين بجروح أمس، في غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي استهدفا مدينة خان يونس، ما يرفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 15 منذ ظهر أول من أمس. وقالت مصادر طبية ومحلية إن طائرات حربية قصفت منزل المواطن إبراهيم قديح في بلدة عبسان الكبيرة، شرقي مدينة خان يونس (جنوب القطاع)، ما أدى إلى استشهاد زوجته نجاح قديح (45 عاماً) وابنتهما نضال (21 عاماً)، فيما أصيب أربعة آخرون من سكان المنزل بجروح، بينهم فتاة وصفت جراحها بالخطرة. وذكرت المصادر أن غارة جوية ثانية نفذتها طائرة حربية إسرائيلية على حي المنارة، جنوب خان يونس، أدت إلى استشهاد طلال أبو طه (55 عاماً). كذلك استشهد أربعة مقاومين في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، سقط اثنان منهم في غارة جوية استهدفت مجموعة من الناشطين شمال قطاع غزة، فيما استشهد الآخران في غارة جوية أخرى استهدفتهما شرق خان يونس، وهم معتز أبو جامع وعبد الله القرا ورائد شحادة، فيما لا يزال الرابع مجهول الهوية.
وعثرت الطواقم الطبية صباح أمس على جثة الشهيد خالد الدباري (23 عاماً)، الذي ظل ينزف حتى الموت بعد إصابته بقصف جوي نفذته قوات الاحتلال ليل أول من أمس، شرق مدينة رفح جنوب القطاع، ولم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليه بسبب كثافة النيران.
وجاءت الغارات الإسرائيلية أمس رغم إعلان وزارة الداخلية في الحكومة المقالة التي تديرها «حماس»، في وقت متقدم من مساء أول من أمس، أنها أجرت اتصالات بفصائل المقاومة وتلقت «ردوداً إيجابية» بشأن «قطع الطريق على التصعيد الإسرائيلي». لكن بعض الفصائل كانت قد ردت على التصعيد الإسرائيلي بإطلاق صواريخ وقذائف هاون على بلدات وتجمعات استيطانية قريبة من الحدود مع القطاع.
وبموازاة اتصالاتها مع فصائل المقاومة، دعت حكومة «حماس» الجامعة العربية إلى عقد اجتماع عاجل لبحث التصعيد الإسرائيلي وإيجاد الآليات الملائمة لوقف العدوان على غزة، متهمة إسرائيل بإطلاق قنابل فوسفورية خلال قصف أول من أمس.
في المقابل، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر أمنية قولها إن «الجيش يرفض وقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة». وأضافت: «ليست حماس من يحدد متى يبدأ إطلاق النار ومتى ينتهي. ما حدث أول من أمس هو تجاوز لجميع الخطوط الحمراء، ويجب معاقبة المسؤولين عن إطلاق صاروخ الكورنيت على حافلة الأطفال».
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن «حماس تملك صواريخ يبلغ مداها 70 كيلومتراً قادرة على إصابة أهداف في وسط إسرائيل». وتابعت: «في قطاع غزة مئات الصواريخ المضادة للدروع، بينها عشرات من الصواريخ الحديثة الموجهة مثل الصاروخ من طراز كورنيت الذي أصاب الحافلة المدرسية»، مشيرة إلى أن «المنظومة الدفاعية لحماية الدبابات بوجه مثل هذه الصواريخ، لا يمكن استخدامها لحماية حافلة وسيارات».
في هذا الوقت، توعد وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بأنه إذا ما خاضت إسرائيل عملية عسكرية جديدة في القطاع، فستستمر حتى تحقيق هدفها، وهو إسقاط حكم «حماس» في القطاع. ووصف إطلاق الصاروخ على الحافلة المدرسية بأنه «جريمة حرب من النوع الأبشع».
بدوره، دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، شاوول موفاز، الحكومة إلى «تغيير سياستها تجاه العمليات الفلسطينية المنطلقة من القطاع وتحديد سلم أفضليات آخر». وقال: «يجب تسديد ضربة قاسية إلى قادة الفصائل الفلسطينية»، مشيراً إلى أنه «لا يجوز أن تجري الحياة في القطاع في مجراها الطبيعي ما دامت الاعتداءات الصاروخية الفلسطينية مستمرة».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن قيادة المنطقة الجنوبية «عرضت على وزير الدفاع إيهود باراك الخطط لأيام القتال المقبلة مع حماس، فصدّق عليها وأرجأ سفره إلى الولايات المتحدة».
وقالت: «هذه المرة تعتزم إسرائيل جباية ثمن باهظ جداً من حماس، لأنه ليس لدولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي حل لتحصين المواصلات المدنية في منطقة غلاف غزة»، موضحة أن «الحل الفوري الوحيد هو الردع... والردع يمكن تحقيقه فقط بكثير من النار».
وفي ردود الفعل الدولية، أدانت وزارة الخارجية الفرنسية بشدة إطلاق الصواريخ من غزة، والعواقب الإنسانية الناتجة من العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، فيما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إسرائيل إلى «ضبط النفس»، ما أثار غضب دبلوماسيين إسرائيليين.