السلطات تتّهم «عصابات مسلّحة»... واستنفار أمني في دمشق

شهدت مدن سورية عديدة أمس، تظاهرات استجابة لدعوات ناشطين على «الفايسبوك» حملت اسم «جمعة الشهداء»، أدت إلى وقوع قتلى تضاربت الأنباء بشأن عددهم، وهو ما أكدته السلطات الرسمية غير أنها نسبته إلى رصاص «عصابات مسلّحة»
استفاق السوريون أمس على احتشاد أعداد كبيرة من قوات الأمن وقوات حفظ النظام في العديد من ساحات وميادين العاصمة السورية، التي من الممكن أن تكون نقاط تجمع بعد صلاة الجمعة، التي طالبت السلطات الأمنية السورية خطباء الجوامع باختصار الخطبة خلالها إلى ربع ساعة فقط.
لكن ما إن انتهت الصلاة، حتى خرجت تظاهرات متفرقة من بعض الجوامع في دمشق ودوما وبانياس وأدلب ودرعا وحمص، حيث تعرض المتظاهرون للضرب بالهراوات، فيما استخدمت قوات الأمن الصواعق الكهربائية للمرة الأولى. كانت النتيحة سقوط عدد من القتلى تضاربت الأنباء بشأن عددهم، وإذ نقلت وكالة «فرانس برس» عن ناشطين قولهم إن عدد القتلى 8 في دوما وواحد في درعا، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن القتلى 10 في دوما واثنان في درعا.
وقال شاهد وناشط حقوقي إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا فيما أصيب العشرات بنيران قوات الأمن السورية خلال تظاهرات في دوما شمال دمشق، وقتل تاسع في محافظة درعا. وأضاف إن المتظاهرين ألقوا الحجارة على قوات الأمن بعد خروجهم من مسجد دوما، فردت القوات بإطلاق النار عليهم.
وتابع الشاهد إن عدد القتلى قد يتجاوز العشرة، إلا أنه أورد أسماء ستة أشخاص فقط عرفت هوياتهم، هم: إبراهيم المبيض، أحمد رجب، فؤاد بلة ومحمد علايا ونعيم المقدم وعمار التيناوي. وأضاف إن «بين القتلى أيضاً شخصين من عائلتي عيسى والخولي»، مشيراً إلى سقوط «عشرات الجرحى أيضاً، واعتقال قوات الأمن العشرات».
وأوضح الشاهد، أن نحو ثلاثة آلاف شخص خرجوا من جوامع عدة في دوما للتظاهر بعد صلاة الجمعة، فأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريقهم قبل اطلاق النار. وأضاف إن معظم السكان احتموا في البيوت، فيما نشرت قوات الأمن قنّاصة فوق الأبنية، كانوا يطلقون النار على كل من يخرج إلى الشارع. وأضاف «إنهم يعتقلون الجرحى ويمنعونهم من الدخول إلى المستشفيات».
وأقرّت السلطات السوريّة بسقوط قتلى في دوما. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن «مصدر سوري» قوله إن «مجموعة مسلحة اعتلت سطوح بعض الأبنية في مدينة دوما بعد ظهر اليوم (امس) وأطلقت النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون في المدينة، وكذلك على قوات الأمن ما أدى الى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن».
وأفادت الوكالة السورية بأن «عدداً من أبناء مدينة دوما أكدوا أن مجموعات مسلحة وأخرى تقوم بالتحريض وإثارة الفتنة جالت في المدينة وروّعت الناس وأطلقت النار عشوائياً في أماكن التجمعات».
وفي الصنمين في محافظة درعا (جنوب سوريا)، نقلت «فرانس برس» عن ناشط قوله إن شاباً يدعى ياسر الشمري، في العشرينيات من العمر، قتل بنيران قوى الأمن على مدخل المدينة. وأضاف أن القتيل «جاء إلى الصنمين مع متظاهرين آخرين من بلدتي أنخل وجاسم المجاورتين، فأطلقت قوى الأمن النار لتفريقهم». وأشار الناشط إلى أن متظاهرين اثنين آخرين من بلدة جاسم قتلا.
وخرجت التظاهرات من مدن ومحافظات سورية مختلفة مثل بانياس في محافظة طرطوس الساحلية، ومحافظة حمص التي تقع في المنطقة الوسطى، وناحية كفر بغل في محافظة إدلب، مع أنباء عن تظاهرات في درعا. وقال شاهد عيان في كفرسوسة إن نحو ألفي شخص تظاهروا تأييداً للأسد، فيما اعتصم عدد من الشباب في أحد مساجد المنطقة. ولدى خروجهم، اعتقلت قوات الأمن 20 منهم. وذكرت صفحة «شبكة شام» أن عشرات الأشخاص «محاصرون» في جامع الرفاعي، حيث هتف المصلّون: «يا بثينة يا شعبان الشعب السوري مو جوعان»، و«السوري شعب واحد».
كذلك، شهدت اللاذقية اعتصاماً دعا المشاركون فيه إلى الوحدة الوطنية ونبذ الفتنة، وهتفوا «واحد واحد واحد الشعب السوري واحد»، ولم يبلّغ عن صدامات مع القوى الأمنية. وفي فيديو آخر بثته صفحات المعارضة على «فايسبوك»، ظهر عشرات الأشخاص، وهم يتجمهرون في مدينة الحولة في محافظة حمص.
في المقابل، أعلنت وكالة «سانا» أن «ساحات بعض المحافظات شهدت تجمعات للمصلين الذين رددوا هتافات تدعو إلى التمسك بالوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا ووأد الفتنة». وأشارت إلى خروج عدد من المصلين من بعض جوامع درعا واللاذقية، مرددين هتافات تحية للشهيد وتدعو إلى تسريع إجراءات الإصلاح.
من جهة أخرى، أفرجت السلطات السورية عن المهندس المصري محمد أبو بكر رضوان، بعد اعتقاله يوم الجمعة الماضي في سوق الحميدية في وسط دمشق، وهو يلتقط صوراً بواسطة هاتفه الخلوي. وقال القنصل المصري في دمشق، محمد الفيومي، إنه «جرى تسليم رضوان الذي يعمل في شركة نفط سورية إلى السفير المصري في دمشق»، كما أُفرج عن مواطنين أميركيين.
(أ ف ب، رويترز، سانا، يو بي آي، الأخبار)