غزة | فرّقت عناصر شرطة الحكومة المُقالة التي تديرها حركة (حماس) وقوات أمن بالزي المدني، أمس، تظاهرة وسط مدينة غزة، دعا إليها «الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام» لمناسبة إحياء يوم الأرض. وانطلقت التظاهرة من مقر جامعة الأزهر بمشاركة نحو 500 طالب، تجاه مفترق الطيران، على بعد نحو كيلو متر واحد من الجامعة، في طريقها نحو ميدان الجندي المجهول، قبل أن تهاجمها عناصر الشرطة والأمن، وتفرقها بالقوة.وقال مشاركون في التظاهرة إن الشرطة اعتدت عليهم بالهراوات وأعقاب البنادق، واعتقلت عدداً منهم، ومن بين المعتقلين فتيات أصبن برضوض. وقال الناشط في الحراك الشعبي، حسام خضرة، إن المتظاهرين كانوا عزلاً إلا من الأعلام الفلسطينية، ولافتات تقول «الشعب يريد إنهاء الانقسام والاحتلال».
وكانت وزارة الداخلية في حكومة (حماس) قد أصدرت بياناً، قالت فيه «إنها وافقت على طلب تقدمت به بعض القوى الوطنية والإسلامية لإحياء فعالية يوم الأرض، في محافظة شمال قطاع غزة»، مشيرة إلى أن «هذا التجمع هو الوحيد المخصص للتظاهر لمناسبة يوم الأرض».
في غضون ذلك، اتّهمت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، في بيان مقتضب، الشرطة بالاعتداء على عدد من الصحافيين ومنعهم من تغطية المسيرة. وقال صحافيون في إذاعات محلية ومراسلون لوكالات أنباء عالمية، إن موظفاً في المكتب الإعلامي الحكومي أبلغهم هاتفياً أن المسيرة المسموح بتغطيتها إعلامياً هي مسيرة شمال القطاع، وأنه غير مسؤول عن أي أحداث في مسيرات أخرى، في ما يشبه «التعميم بالحظر».
وفي مسيرة دعت هي إليها حركة حماس، بمشاركة فصائل موالية لها، لإحياء ذكرى يوم الأرض، سار بضع مئات من الفلسطينيين من بلدة جباليا نحو بلدة بيت حانون، رافعين شعارات تؤكد التمسّك بالأرض، وأخرى تدعو إلى إنهاء الانقسام.
وطالب النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، في كلمة خلال التظاهرة، بضرورة توحيد الصف الفلسطيني من خلال «وحدة سياسية وجغرافية» لتعزيز القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الضفة الغربية، نظّم عشرات الفلسطينيين تظاهرة على تماس مع بوابة جدار الفصل الإسرائيلي في بلدة (عانين) قضاء مدينة جنين، انتهت بمهرجان خطابي. وانتشر العشرات من أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مدينة رام الله على الطرقات المؤدية إلى مستوطنة بيت إيل المحاذية لها، لمنع بعض المتظاهرين من الوصول إليها. وشوهدت وحدات الأجهزة الأمنية من قوات مكافحة الشغب وهي تقطع عدداً من الشوارع المؤدية إلى المستوطنة، من دون حدوث احتكاك مع عشرات المتظاهرين الذي رفعوا الأعلام الفلسطينية، والعديد من الشعارات الداعية إلى تفعيل المقاومة الشعبية ضد الاحتلال.
وفي ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، تظاهر العشرات من الفلسطينيين، بدعوة من القوى والفصائل الفلسطينية، ضد «استيلاء السلطات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية لمصلحة توسيع المستوطنات الإسرائيلية».
وقال نائب رئيس المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، قيس عبد الكريم، خلال التظاهرة، إن الشعب الفلسطيني موحّد اليوم بمطالبته المجتمع الدولي «بوضع حدّ للسياسة الإسرائيلية ونهبها للأراضي الفلسطينية».
وخصصت المدارس في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الحصة الأولى من اليوم الدراسي للحديث عن يوم الأرض.
وعمّ الإضراب الشامل المدارس والمؤسسات التربوية في القرى والمدن العربية داخل فلسطين المحتلة عام 48، إحياءً لذكرى يوم الأرض، وذلك بناءً على قرارات لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية، واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.
ورأت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي أن الإضراب «حق مشروع للجماهير العربية وللطلاب العرب، كجزء من شعبهم وهمومه وقضاياه ونضاله العادل من أجل حقوقه ومستقبله».
ميدانياً، اغتالت طائرة حربية إسرائيلية، أمس، ناشطاً في سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بقصف الدراجة النارية التي كان يستقلها برفقة آخر، في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إنه جرى نقل المصابين إلى مستشفى غزة الأوروبي لتلقّي العلاج، حيث استشهد محمد خالد معمر (24 عاماً)، من سرايا القدس، في وقت لاحق متأثراً بجروحه، فيما وصفت حالة الآخر بالخطرة. وهدّد متحدث باسم سرايا القدس، خلال تشييع الشهيد معمر في مدينة خان يونس، جنوب القطاع، بالرد على الجريمة الإسرائيلية.
وشنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية، في وقت سابق، غارة جوية على نفق للتهريب على الحدود الفلسطينية المصرية، في مخيم يبنا للاجئين غرب مدينة رفح، من دون أن يؤدي القصف إلى وقوع إصابات، بينما سبّب إلحاق أضرار مادية في المكان.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن ليل الثلاثاء الأربعاء سقوط قذيفة صاروخية محلية الصنع، أطلقها نشطاء فلسطينيون من القطاع، هي الأولى منذ ثلاثة أيام.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال للإذاعة الإسرائيلية العامة، إن القذيفة سقطت في محيط مدينة (سديروت) داخل فلسطين المحتلة عام 48، القريبة من القطاع، موضحاً أن انفجارها لم يؤدّ إلى وقوع إصابات أو أضرار.
ولم يعلن أيّ فصيل فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق القذيفة، وهي الأولى منذ التزام فصائل المقاومة، في اجتماع دعت إليه حركة (حماس) في غزة مساء السبت الماضي، بالتوافق على تهدئة مع إسرائيل في حال التزام الأخيرة بها.
وشهد قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين تدهوراً ميدانياً، إثر غارات جوية إسرائيلية مكثفة، وإطلاق صواريخ فلسطينية من القطاع على مدن وبلدات إسرائيلية.
وأدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى استشهاد 12 فلسطينياً وإصابة العشرات بجروح، بينما أصيب ثلاثة إسرائيليين جرّاء الصواريخ الفلسطينية، بحسب اعتراف مصادر إسرائيلية.